الأضرار الصحية للهاتف الجوال.. سرطان العصب السمعي. تدمير الحيوانات المنوية. امتصاص الموجات

يقدر عدد مستخدمي الهاتف الجوال على مستوى العالم في عام 2009 بحوالي 2.5 مليار شخص، والمؤسف أن من بينهم حوالي 500 مليون طفل ومراهق في سن النمو.

ما هو الهاتف الجوال؟
الهاتف الجوال ما هو إلا جهاز مذياع ذا اتجاهين (مرسل ومستقبل) يعمل بطاقة متدنية.

ويقوم الهاتف بتحويل صوت المستخدم والكتابة النصية إلى موجات راديو.

وعندما يقوم المستخدم بإجراء اتصال فإن هذه الموجات ترسل من الهاتف الجوال إلى أقرب قاعدة (برج) اتصالات.

وعندما تصل هذه الموجات للقاعدة فإنها تقوم بتوجيهها لشبكة الهاتف الرئيسية والتي تقوم بدورها بتحويلها لأقرب قاعدة (برج) في منطقة الشخص المستلم للاتصال.

ويبدو أن هناك علاقة وثيقة وغير متوقعة للتدخين بالهواتف الجوالة، ولم يتحول الهاتف الجوال عند الشباب إلى "عادة" جديدة تشبه المخدرات فحسب وإنما أيضا إلى عامل مساعد على التدخين، وذكرت المجلة الطبية البريطانية نقلا عن الخبراء الفنلنديين "إن كل شاب مدمن على الهاتف الجوال اليوم تحول إلى مدخن ثقيل في ذات الوقت".

وما زال الجدل في الأوساط العلمية والطبية العالمية مستمرا حول أثر الإشعاعات الصادرة عن الهواتف النقالة (الخلوية) على صحة وسلامة من يستخدمها.

وينبع القلق من الهواتف الخلوية من كونها تبث عند استخدامها قدرا بسيطا من طاقة أو إشعاع الترددات اللاسلكية - التي يمكن وفقا لما تقوله إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية - أن تسبب أضرارا بيولوجية.
لكن التأثير الناتج عن هذه الإشعاعات مازال قيد البحث.

والجدير بالذكر أن المخاوف حول مدى سلامة الهواتف الخلوية المحمولة تجددت أيضا بعدما أشارت دراسة جديدة إلى أن الأمواج اللاسلكية الصادرة عن تلك الأجهزة قد تسبب ظهور الأورام السرطانية.

فقد أكدت الدراسة التي نشرت في مجلة J Clin Oncol  في  نوفمبر 2009 أن هناك ارتباطا وثيقاً  بين استخدام الهاتف المحمول والإصابة بالسرطان.

وكان هؤلاء الباحثون قد أجروا تحليلا لكل الدراسات المنشورة حتى عام 2009 والتي بلغ عددها 465 دراسة علمية.

وأظهرت النتائج أن استعمال الهاتف المحمول لأكثر من عشر سنين  يترافق بزيادة في حدوث السرطان بنسبة 18 %.

وفي دراسة حديثة أخرى  نشرت في مجلة Surg Neurol.

في شهر سبتمبر 2009 حول علاقة سرطان العصب السمعي Acoustic Neuroma أن الذين استخدموا الجوال لأكثر من عشر سنين ازدادت نسبة حدوث هذا السرطان بمعدل الضعفين ونصف الضعف.

وأكدت دراسة نشرت في مجلة  Ann Agric Environ Med أن الذين استخدموا الجوال لسنتين فقط قد انخفض عندهم عدد النطاف بنسبة ملحوظة وزادت عندهم نسبة النطاف غير الطبيعية.

كما حذرت دراسة لمؤسسة "كليفلاند كلينك" الأمريكية من أن الإفراط في استخدام المحمول قد يؤدي إلى تدمير الحيوانات المنوية.
كما حذرت الدراسة من عدم وضع الجوال في الجيب سواء في السترة (الجاكيت) او السروال (البنطلون)، وكذلك الحزام أو في غلاف به معدن لأن ذلك يزيد من نسبة امتصاص الموجات الكهرومغناطيسية.

واكدت على استخدام الرسائل بدلاً من المكالمات بقدر الإمكان وعلى عدم استخدام الجوال في الأماكن المغلقة مثل المصعد أو داخل السيارة، حيث تنطلق من الهاتف الجوال آنذاك موجات أقوى لكي تتم عملية الاتصال، ويتم امتصاص جزء كبير منها من خلال جسم الإنسان وخلاياه.

ورغم أن الأدلة التي تظهر من يوم لآخر حول آثار الهواتف النقالة على الأدمغة متضاربة وغير واضحة إلا أن النقاش والجدل وقد تجدد بعد أن نشرت مجلة ببيولار ساينس الذائعة الصيت نتائج دراسة قام بها فريق عمل سويدي بقيادة جراح الأعصاب د. ليف سالفورد في جامعة لوند.

حيث بينت هذه الدراسة العلاقة الوثيقة بين الموجات القصيرة الصادرة عن الهواتف النقالة المرتبطة بشبكات الأقمار الصناعية وتلف الدماغ عند الجرذان وقد أثارت نتائج هذه الدراسة الجدل القديم الدائر بين شركات الهواتف النقالة العالمية ومراكز الأبحاث العلمية في مختلف أنحاء العالم.

ومع ذلك فإن الآثار الصحية لاستخدام الهواتف المحمولة من الإشكاليات التى لم تحسم بعد، ورغم تعدد الدراسات إلا أن الحكم النهائي مازال قيد المداولة.

وهذه الأمور لا تغيب عن المختصين والعلماء إذ إن النتائج تعتمد بشكل كبير على المنهجية والطرق المستخدمة في التجربة العلمية والتي على ضوء نتائجها تبنى التوصيات النهائية للبحث والتي تجد من يؤيدها تماما وتجد أيضاً من يعارضها.

ولم تنته الحيرة التي زرعها في نفوسنا العلماء والباحثون، هل استخدام الجوال يضر أو لا يضر؟

ستظل الإجابة محيرة على هذا السؤال حتى تظهر نتائجه في المستقبل من الأيام والتي نتمنى أن تكون بين ردهات المخابر وليس واقعاً نراه في أشخاص لا ذنب لهم في ذلك.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال