خطوط الدفاع في جسم الإنسان.. خلايا الدم البيضاء الملتهمة. تحفيز الجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة

في حالة حدوث "تسلل" ميكروبي إلى داخل الجسم؛ فإن الجسم يواجهه بخطوط دفاعية مختلفة.

فعند دخول أي جسم غريب إلى جسم الإنسان - سواء أكان خلايا بكتيرية أم مكونات وإفرازات ميكروبية أو حتى شريحة من الخشب - فإن قوات الدفاع الداخلية المتمثلة في خلايا الدم البيضاء الملتهمة (phagocytes) يتم توجهها إلى مكان الجسم الغريب بخاصية الانتحاء الكيميائي الفسيولوجي (chemotaxis) الذي يجتذب هذه الخلايا لمكان الإصابة إلى الالتهاب، حيث تتجمع وتحاول أن تلتهم هذا الميكروب أو الجسم الغريب وتخلص الإنسان منه بنفس الطريقة التي يلتهم بها حيوان الأميبا - المكون من خلية واحدة - غذاءه.

ولو كان الجسم الغريب -المعترض أنسجة الجسم وتيار الدم - بروتيني التكوين؛ فإنه يعمل كأنتيجن Antigen، أي مولد ومحفز - للجهاز المناعي - لإنتاج أجسام مضادة.

هذه الأجسام المناعية المضادة تحارب وجود الجسم البروتيني الغريب بالاتحاد معه، والعمل على تخليص جسم الإنسان منه في حالة تعرض الإنسان للعدوى بنفس الميكروب للمرة الثانية.

فنحن نلاحظ أن بعض الأمراض الميكروبية المعدية، التي تسببها البكتيريا أو الفطريات أو الفيروسات أو الحيوانات الأولية مثلاً؛ لا يصاب بها الإنسان إلا مرة واحدة في عمره.. مثل مرض الحصبة والغدة النكفية والسعال الديكي والكوليرا والطاعون وغيرها من الأمراض المعدية.

والذي يحدث هنا هو أنه عند حدوث عدوى بأحد هذه الميكروبات للمرة الأولى فإن دخول الميكروب المكون من بروتين غريب (foreign or non-self protein) مختلف عن بروتينات الجسم (self protein) يكون محفزًا ومستفزًا للخلايا الليمفاوية المناعية في الجسم لإنتاج أجسام مضادة - بتحوير خاص لأجزاء من بروتين البلازما- لمهاجمة الجسم البروتيني الغريب الذي أحدث وجودها، وتخليص جسم الإنسان منه بمعادلته وإلغاء فعاليته بالاتحاد به وبأذرعه الجانبية الفعالة، أو بالامتصاص على سطحه وتجميعه؛ ليكون فريسة سهلة لخلايا الدم البيضاء الملتهمة (phagocytes).

وبطريقة أو بأخرى فإن الأجسام المضادة (antibodies) تؤدي وظيفتها - في النهاية - لحماية الجسم كمضادات للسموم (antidotes).
أحدث أقدم

نموذج الاتصال