تنظيم سكر الدم: فهم الآليات الفسيولوجية للارتفاع والانخفاض الطبيعي لسكر الدم وتأثير الهرمونات

ما هو سكر الدم؟

سكر الدم، أو الجلوكوز، هو السكر الرئيسي الموجود في الدم، وهو المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم. يأتي الجلوكوز من الطعام الذي نتناوله، ويتم نقله عبر مجرى الدم إلى الخلايا لاستخدامه كوقود. يُنظم هرمون الأنسولين، الذي يُنتجه البنكرياس، حركة الجلوكوز من الدم إلى الخلايا.

الارتفاع الفسيولوجي لسكر الدم (بعد الأكل):

بعد تناول الطعام، خاصةً الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات (مثل الخبز والأرز والبطاطا والفواكه)، يتم هضم هذه الكربوهيدرات وتحويلها إلى جلوكوز. يمتص الجهاز الهضمي الجلوكوز، مما يُؤدّي إلى ارتفاع مستويات سكر الدم.

استجابة الجسم الطبيعية:

  • يُفرز البنكرياس الأنسولين استجابةً لارتفاع سكر الدم.
  • يُساعد الأنسولين على نقل الجلوكوز من الدم إلى الخلايا لاستخدامه كطاقة أو تخزينه في الكبد والعضلات على شكل جليكوجين لاستخدامه لاحقًا.
  • مع دخول الجلوكوز إلى الخلايا، تبدأ مستويات سكر الدم في الانخفاض مرة أخرى إلى المعدل الطبيعي.

الانخفاض الفسيولوجي لسكر الدم (بين الوجبات وأثناء الصيام):

بين الوجبات وأثناء الصيام (مثلًا أثناء النوم)، تنخفض مستويات سكر الدم بشكل طبيعي حيث تستخدم الخلايا الجلوكوز المخزن كطاقة.

استجابة الجسم الطبيعية:

  • عندما تنخفض مستويات سكر الدم، يُفرز البنكرياس هرمون الجلوكاجون.
  • يُحفّز الجلوكاجون الكبد على تحويل الجليكوجين المخزن إلى جلوكوز وإطلاقه في مجرى الدم لرفع مستويات سكر الدم مرة أخرى.

معدل سكر الدم الطبيعي:

يُقاس سكر الدم بوحدة ملليجرام لكل ديسيلتر (mg/dL) أو مليمول لكل لتر (mmol/L).
  • سكر الدم الصائم (بعد صيام 8 ساعات على الأقل):
  1. الطبيعي: أقل من 100 ملجم/ديسيلتر (5.6 مليمول/لتر).
  2. مرحلة ما قبل السكري: 100-125 ملجم/ديسيلتر (5.6-6.9 مليمول/لتر).
  3. مرض السكري: 126 ملجم/ديسيلتر أو أعلى (7.0 مليمول/لتر أو أعلى).
  • سكر الدم بعد الأكل بساعتين:
  1. الطبيعي: أقل من 140 ملجم/ديسيلتر (7.8 مليمول/لتر).
  2. مرحلة ما قبل السكري: 140-199 ملجم/ديسيلتر (7.8-11.0 مليمول/لتر).
  3. مرض السكري: 200 ملجم/ديسيلتر أو أعلى (11.1 مليمول/لتر أو أعلى).

العوامل التي تُؤثّر على مستويات سكر الدم:

  • نوع وكمية الطعام: الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات تُؤثّر بشكل أكبر على مستويات سكر الدم.
  • ممارسة الرياضة: تُساعد الرياضة على خفض مستويات سكر الدم.
  • التوتر: يُمكن أن يُؤدّي التوتر إلى ارتفاع مستويات سكر الدم.
  • بعض الأدوية: بعض الأدوية يُمكن أن تُؤثّر على مستويات سكر الدم.
  • الحالات الصحية: بعض الحالات الصحية مثل الأمراض الهرمونية تُمكن أن تُؤثّر على مستويات سكر الدم.

مُهم لمرضى السكري:

بالنسبة للأشخاص المُصابين بداء السكري، فإن هذه العمليات الفسيولوجية لا تعمل بشكل صحيح. إما أن البنكرياس لا يُنتج كمية كافية من الأنسولين (السكري من النوع الأول)، أو أن الجسم لا يستجيب للأنسولين بشكل صحيح (السكري من النوع الثاني). هذا يُؤدّي إلى ارتفاع مستويات سكر الدم بشكل مُستمر، مما يُمكن أن يُسبّب مُضاعفات صحية خطيرة على المدى الطويل. لذلك، من الضروري لمرضى السكري مُراقبة مستويات سكر الدم بانتظام واتباع خطة علاجية مُناسبة تشمل النظام الغذائي والرياضة والأدوية.

خلاصة:

باختصار، الارتفاع والانخفاض الفسيولوجي لسكر الدم هو عملية طبيعية تُساعد الجسم على توفير الطاقة للخلايا. يُنظم هرمون الأنسولين والجلوكاجون هذه العملية. من المهم فهم هذه العملية للحفاظ على صحة جيدة، خاصةً بالنسبة لمرضى السكري.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال