تعريف الأمراض النفسية والعقلية.. المرض النفسي يرتبط بجوانب في حياة الإنسان النفسية: التفكير. المشاعر. السلوك

إذا كان الطب قد أحيط عبر التاريخ بشيء من الغموض والخرافات، فإن هذا الأمر أكثر ما يتجلى في مجال الأمراض النفسية والعقلية.
فما تزال هناك الكثير من العقبات والصعاب في طريق من يحاول أن يستوعب مظاهر أمراض الدماغ، والأمراض النفسية بشكل عام.
وبشكل عام يستطيع الواحد منا أن يفهم الأمراض الجسدية العضوية من التهابات، وجروح، وكسور بشكل أسهل من فهم الأمراض النفسية.
وكذلك يستطيع الإنسان أن يشعر بشعور المصاب بالتهاب أو كسر، فهذا المريض ما هو إلا "مثلي".
ولكن يصعب على الإنسان أن يعتبر نفسه "مثل" المصاب بالأمراض النفسية، ولذلك يشعر الكثير من المرضى النفسيين بالعزلة عن بقية الناس بسبب مرضهم، وبسبب موقف الناس منهم، وحتى قد يعاني البعض منهم من سوء المعاملة من جراء اختلافه عن الآخرين.
وفي مجال الأمراض الجسدية يسهل على الطبيب أن يؤكد وجود المرض أو الإصابة عن طريق صور شعاعية، أو تحليل مخبري، ولكن يصعب هذا الأمر في الأمراض النفسية، والتي قد لا تتجلى بعلامات جسدية عضوية للمرض.
فالمرض النفسي يلاحظ عادة من خلال سلوك المصاب أو دلائل مشاعره وتفكيره، أو في أسلوب نظرته للعالم من حوله، أو كل هذه الأمور مجتمعه.
ولدى الطبيب النفسي وسيلة للدخول إلى عقل المصاب ليؤكد تشخيصه للمرض، ولكن المرض النفسي يتوقع عادة عندما يختل واحد من ثلاثة جوانب في حياة الإنسان النفسية، وتصبح غير "طبيعية" أو غير صحية، وهذه الجوانب هي:
1– التفكير.
2– المشاعر.
3– السلوك.
ولكن هذا قد يثير سؤالا آخر محيرا، وهو: ما هو "الطبيعي" وما هو الصحي السليم"؟
فنحن لا نستطيع مثلا أن نعتبر الإنسان مريض نفسي لمجرد أنه يشعر بالاكتئاب والحزن الشديد، وقد لا يوجد هناك أحد من الناس يعيش كامل حياته دون أن تمر به مرحلة من القلق أو الخوف.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال