مضادات الاكتئاب وسكر الدم: فهم العلاقة المُعقّدة وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول تأثيرها على مستويات السكر

أدوية الاكتئاب وارتفاع السكر بالدم:

معظم مضادات الاكتئاب الشائعة (مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية SSRIs ومثبطات استرداد السيروتونين والنورأدرينالين SNRIs) لا تُسبب ارتفاعًا مباشرًا في سكر الدم. الأدوية التي ذكرتها مثل سيتالوبرام (Celexa)، إيسيتالوبرام (Lexapro)، فلوكستين (Prozac)، سيرترالين (Zoloft)، باروكستين (Pexeva)، فينلافاكسين (Effexor XR)، دلوكستين (Cymbalta)، وترازودون (Oleptro) تنتمي إلى هذه الفئة، وهي لا ترفع سكر الدم بشكل مباشر.

ما الذي قد يُساهم في ارتفاع سكر الدم بشكل غير مباشر؟

زيادة الوزن: بعض مضادات الاكتئاب، مثل ميرتازيبين (Remeron) وبعض مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCAs)، قد تُسبب زيادة في الوزن لدى بعض الأشخاص. زيادة الوزن تُعتبر عامل خطر للإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وبالتالي قد تُساهم بشكل غير مباشر في ارتفاع سكر الدم على المدى الطويل.
تغييرات في نمط الحياة: قد تُؤدّي أعراض الاكتئاب نفسها إلى تغييرات في نمط الحياة، مثل قلة النشاط البدني أو تناول كميات كبيرة من الطعام غير الصحي، ما يُمكن أن يُؤثّر على مستويات السكر في الدم.

الأدوية النفسية التي قد ترفع سكر الدم بشكل ملحوظ:

الفئة الرئيسية من الأدوية النفسية التي ترتبط بارتفاع سكر الدم بشكل ملحوظ هي مضادات الذهان غير النمطية (Atypical Antipsychotics)، والتي تُستخدم لعلاج حالات مثل الفصام والاضطراب ثنائي القطب. من أمثلة هذه الأدوية:

كلوزابين (Clozaril)
أولانزابين (Zyprexa)
كويتيابين (Seroquel)
ريسبيريدون (Risperdal)

هذه الأدوية قد تُسبب:

زيادة الوزن بشكل كبير.
مقاومة الأنسولين.
ارتفاع سكر الدم.
زيادة خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.

نصائح هامة لمرضى السكري الذين يتناولون أدوية نفسية:

مراقبة سكر الدم بانتظام: من الضروري مراقبة مستويات سكر الدم بانتظام وإبلاغ الطبيب بأي تغييرات.
مراقبة الوزن: من المهم الحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة بانتظام.
استشارة الطبيب: يجب على مرضى السكري الذين يحتاجون إلى أدوية نفسية استشارة طبيبهم لمناقشة الخيارات العلاجية وتقييم المخاطر والفوائد. قد يقوم الطبيب بتعديل جرعات أدوية السكري أو اختيار أدوية نفسية ذات تأثير أقل على سكر الدم.
عدم التوقف عن تناول أي دواء دون استشارة الطبيب: التوقف المفاجئ عن الأدوية النفسية قد يُسبب أعراضًا انسحابية خطيرة.
اتباع نظام غذائي صحي: يُساعد النظام الغذائي المُتوازن في الحفاظ على مُستويات السكر في الدم مُستقرة.
ممارسة النشاط البدني المُنتظم: تُساعد الرياضة في تحسين حساسية الأنسولين والسيطرة على مُستويات السكر في الدم.

ملخص:

معظم مضادات الاكتئاب الشائعة (SSRIs و SNRIs) لا ترفع سكر الدم بشكل مباشر، ولكن بعضها قد يُسبب زيادة في الوزن تُؤثّر على المدى الطويل.
مضادات الذهان غير النمطية هي التي ترتبط بشكل كبير بارتفاع سكر الدم وزيادة خطر الإصابة بالسكري.
من الضروري مراقبة سكر الدم والوزن واستشارة الطبيب عند تناول أي دواء نفسي، خاصةً إذا كنت مصابًا بالسكري.