ضلال الإثم واتهام الذات.. اعتقاد المريض بارتكابه ذنوبا تستحق عقابا قاسيا

 ‏ضلال‏ الإثم ‏واتهام‏ ‏النفس‏
Delusion of sin‏
وهنا‏ ‏يعتقد‏ ‏المريض‏ ‏أنه‏ ‏مذنب‏، ‏أو‏ ‏أنه‏ ‏ارتكب‏ ‏من الخطايا‏ ‏ما يستحق‏ ‏من‏ ‏أجله‏ ‏التعذيب‏ ‏والعقاب‏.
وعادة‏ ‏ما‏ ‏يطلب‏ ‏العقاب‏ ‏بوسائل‏ ‏وحشية‏ ‏مثل‏ ‏الرجم‏ ‏بالحجارة‏ ‏أو‏ ‏الحريق‏ ‏في ‏أماكن‏ ‏عامة‏ ‏حتى ‏يكفر‏ ‏عن‏ ‏الذنب‏ ‏الذي ‏يتصور‏ ‏أنه‏ ‏ارتكبه‏.‏

اتهام الذات قبل الآخرين:
حينما يحصل خلل في العلاقة بين الإنسان وآخرين، فإنه غالبا ما يتنصل من المسؤولية، ويحمّل الطرف الآخر وزر ما حدث، فهو يـبرء نفسه ويصدر حكما سريعا على الآخر بإدانته وتحميله مسؤولية الخلل.
وهذا ينشأ من حب الذات، والدفاع عنها، والتعود على تبرير التصرفات والممارسات.
أما التفكير بموضوعية، والتعاطي بنضج ووعي، فهو يوجه الإنسان إلى اتهام ذاته أولا، ومحاسبتها على هذا الأساس حتى يثبت العكس.
وإذا أخذ الإنسان هذه الفرضية بعين الاعتبار، وحاسب نفسه وناقش تصرفاته وتعامله، فقد يكتشف بالفعل أنه كان مخطئا بحق الآخر، أو أنه شريك في الخطأ، ويتحمل نسبة معينة منه.
ويربينا القرآن على هذه المنهجيـة السليمـة في قـوله تعـالى: ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.
واكتشاف الخطأ هو الخطوة الأولى في طريق المعالجة والإصلاح، أما الخطوة الثانية والأهم، فهي إعلان تحمّل المسؤولية أمام الطرف الآخر، والاعتذار إليه من وقوع الخطأ تجاهه.
وهو موقف بطولي لا يصدر اختيارا إلا عن ثقة وشجاعة وعدالة وإنصاف.
فالإنسان الذي يحترم نفسه لا يرى الخطأ جزءا من شخصيته حتى يصعب عليه الاعتذار عنه، بل يراه غبارا ووسخا يرتاح بإزالته والتخلص منه.
وتحمّل مسؤولية الخطأ مظهر رفيع لالتزام العدل وممارسة الإنصاف، حيث يكون الإنسان في جانب الآخر مقابل ذاته.
وكما يقول الإمام علي: «غاية الإنصاف أن ينصف المرء من نفسه».
أحدث أقدم

نموذج الاتصال