التعميم.. تعميم الفرد خبرته من تجربة معينة على سائر التجارب المشابهة أو القريبة منها

التعميم حيلة دفاعية، يعمم بها الفرد خبرته، من تجربة معينة على سائر التجارب المشابهة، أو القريبة منها، كالمثل الشعبي القائل: "اللي انقرص من الحية، يخاف من ذيلها، أو اللي انقرص من التعبان يخاف من الحبل".

إن التعميم هو أن تجعل حكما عاما لا تخصيص فيه لأحد بعينه وإنما يشمل كل من وقع عليهم الحكم، وهو ظاهرة مستشرية عند من لا فقه لديه ولا تفكير سليم، ولهذا فهو لغة الجهلاء و الحمقى وأصحاب العاهة الفكرية.

والتعميم يناقض النظرة الموضوعية الشمولية، لهذا نرى من يصدر الأحكام العامة بدون تثبت ولا بينة أو أدنى برهان ودليل.

من يقوم بالتعميم:
إن من يقوم بالتعميم هو أقل الناس خبرة وعلما، أما الإنسان المتقدم فكريا، وصاحب النظرة الموضوعية الفكرية والنظرة العلمية فلا يصدر حكما عاما على الجميع بناءا على معطيات أولية.

ويقوم به من لا رادع لديه داخلي ولا وازع إيماني، ويقوم به أطفال الفكر فهم الضحية الأولى لهذا النوع من التفكير.
ويقوم به من ظن أنه امتلك الحجج والبراهين القاطعة.

يقوم به من لا يريد أن يتعب نفسه فكريا ولا يريد أن يجهد نفسه عقليا، ومن لا يريد أن يبلغ بنفسه درجة العناء في البحث والتثبت، لأنه بالسهولة بمكان أن نقول عن مجتمع أو محلة أو فئة كذا وكذا وفيهم كذا وعليهم كذا وهؤلاء يتصفون بكذا... إلخ

أو لتمرير قضية ما أو تسويقها كمل ما يقال إن جميع المسلمين إرهابيين أو إن كل أصحاب تلك البلدة قتلة ومجرمون... فهذا الكلام سهل وميسور.

وكما قيل لو رجعنا إلى أحكام المعممين لرأينا أن هذه الأحكام صدرت من شخص رأى أو سمع موقفا واحدا فأخذت عاطفته هي التي تقوده وتؤثر عليه فخرج هذا الحكم المعمم إستنادا على ما رآه فقط أو سمعه.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال