أبو بكر الرازي حياته وأعماله.. التمهر بالطب والتفرد بالمداواة والأدوية التي لم يصل إلى علمها كثير من الأطباء

أبو بكر الرازي حياته وأعماله:
مولده ومنشأه بالري وسافر إلى بغداد وأقام بها مدة، وكان قدومه إلى بغداد وله من العمر نيف وثلاثون.
وكان من صغره مشتهيا للعلوم العقلية مشتغلاً بها وبعلم الأدب, ويقول الشعر.
وأما صناعة الطب فإنما تعلمها وقد كبر, وكان المعلم له في ذلك علي بن ربن الطبري.
أما الفلسفة فقد قرأها على البلخي. وقال أبو سعيد في كتابه في البيمارستانات: سبب تعلم أبي بكر محمد بن زكريا الرازي صناعة الطب أنه عند دخوله بغداد، دخل إلى البيمارستان العضدي ليشاهده، فاتفق له أن ظفر برجل شيخ صيدلاني البيمارستان فسأله عن الأدوية ومن كان المظهر لهل في البدء فأجابه، فلما سمع الرازي ذلك أعجب به ودخل تارة أخرى إلى البيمارستان فرأى صبياً مولوداً بوجهين، فسال الأطباء عن سبب ذلك فأخبر به فأعجبه ما سمع، ولم يزل يسأل عن شيء ويقال له وهو يعلق بقلبه حتى تصدى لتعلم الصنعة وكان منه جالينوس العرب.وهو الذي أشار على عضد الدولة بمكان بناء البيمارستان العضدي في أحد نواحي بغداد بعد أن استشاره.
ثم جعله ساعور البيمارستان العضدي بعد أن ميزه عن باقي الأطباء المشهورين في زمانه.
وللرازي كتاب في صفات البيمارستان وفي كل ما كان يجده من أحوال المرضى الذين يعالجون فيه.
ويقال أنه كان في ابتداء نظره يضرب العود ثم اكب على النظر في الطب والفلسفة, فبرع فيهما براعة المتقدمين.
وقال ابن النديم عنه في كتاب الفهرست: إن الرازي كان يتنقل في البلدان وبينه وبين المنصور بن إسماعيل صداقة و ألف له كتاب المنصوري.
ويذكر بأنه كان كريم النفس متفضلا باراً بالناس حسن الرأفة بالفقراء والإعلاء، حتى كان يجري عليهم الجرايات الواسعة ويمرضهم ولم يكن يفارق المدارج والنسخ وكان في بصره رطوبة وعمي أخر عمره.
كما يقول أبن أبي اصيبعة عنه: وكان الرازي ذكياً فطناً رؤوفاً بالمرضى، مجتهداً في علاجهم وفي برئهم بكل وجه يقدر عليه، مواظباً للنظر في غوامض صناعة الطب والكشف عن حقائقها وأسرارها.
وللرازي أخبار كثيرة وفوائد متفرقة في التمهر بالطب والتفرد بالمداواة والأدوية التي لم يصل إلى علمها كثير من الأطباء.
وكان أكثر مقامه ببلاد العجم وذلك لكونها موطنه وموطن أهله وأخيه.
وخدم بالطب ملوك العجم وصنف كتباً كثيرة في الطب وغيره وصنف المنصوري للمنصور بن إسماعيل بن خاقان صاحب خراسان وما وراء النهر.
قيل إن الرازي كان أول أمره صيرفياً لوجود نسخة من كتاب المنصوري بتأليف محمد بن زكريا الرازي الصيرفي.
وإنه توفي في سنة 320 هجري.وان ابن العميد كان السبب في إظهار كتابه المعروف بالحاوي، وله من الكتب كتاب البرهان مقالتان، كتاب الطب الروحاني عشرون فصلاً، كتاب سمع الكيان، كتاب أيساغوجي وهو المدخل للمنطق، جمل معاني قاطيغورياس، جمل معاني باريمينياس، جمل معاني انالوطيقاالاولى، كتاب هيئة العالم، مقالة في السبب في قتل ريح السموم لأكثر الحيوان، كتاب في اللذة، مقالة في العلة، كتاب في الشكوك والمناقضات التي في كتب جالينوس، كتاب في الإبصار، كتاب في علل المفاصل والنقرس وعرق النسا، كتب الاثنا عشر كتابا في الصنعة، كتاب الأحجار، كتاب الأسرار، كتاب سر الأسرار، كتاب التبويب، كتاب الرد على الكندي في صناعة الكيمياء في الممتنع، وغيرها كثير.
ومن الكتب التي تنسب اليه كتاب الفاخر في الطب وكتاب نقض كتاب الوجود وقد نسب الأخير إليه للإساءة بسمعة الرازي ولتكفيره. 
أحدث أقدم

نموذج الاتصال