إذا كان من العسير أن نحدد ما هو "الطبيعي" لنستطيع الفصل بين الصحة النفسية والمرض النفسي، فالنقطة الهامة أن نعرف ما هو طبيعي بالنسبة لشخص معين.
فالمرض النفسي يتبدى من خلال تغير في هذه الحالة "الطبيعية" فيظهر اختلاف عن حالته السابقة، والتي كان متكيفا معها وبشكل مناسب إلى حالة أصبح فيها نوع معين من التفكير، أو المشاعر، أو السلوك يسيطر ويطغى على حياته، فاقدا بذلك توازنه السابق.
وفي بعض الحالات يكون هذا التغير واضحا جدا كما هو الحال في حالات مرض الفصام، بحيث لا يشك المراقب بأن الشخص مصاب بمرض عقلي أو نفسي.
وفي الماضي القريب كان هناك تباين كبير، واختلاف شديد وحتى في تشخيص مثل هذه الأمراض النفسية الشديدة.
فالشخص قد يعتبر مصابا بالفصام بالنسبة لطبيب، وغير ذلك بالنسبة لطبيب آخر.
وقد تحسن الأمر كثيرا في السنوات القليلة الماضية، حيث وضعت بعض الضوابط والشروط لتشخيص معظم الأمراض النفسية، إلا أن بعض الاختلاف والتباين ما زال موجود بين الأطباء الممارسين حول بعض الحالات النفسية.
وهناك قلة من الناس لا يعتقدون مطلقا بمفهوم المرض النفسي، ولا يرون أن مظاهر اضطراب المصابين علامات "المرض"، وإنما هي أساليب متوقعة لسلوك بعض الناس في صراعهم مع ظروف معيشية، وحياتية معينة.
ودون أن نخوض في هذا الأمر الذي قد يكون في جوهرة "لفظيا"، نقول أن بعض الناس يتعرضون وفي بعض الظروف لتغيرات نفسية يحتاجون معها للرعاية و"المعالجة" لسلامتهم وسلامة الآخرين، حتى ولم يسمها البعض "مرضا نفسيا".
التسميات
أمراض نفسية