الأورام الصلبة (سقيروس) في الطب القديم: دراسة شاملة لمفهومها، أنواعها، أسبابها، أعراضها، طرق تشخيصها وعلاجها، مع مقارنة بينها وبين السرطان

الأورام الصلبة (سقيروس): نظرة مفصلة في الطب القديم

الأورام الصلبة، أو ما يعرف بـ "سقيروس" في الطب القديم، تمثل فئة من الأورام التي وصفها الأطباء القدماء بدقة، مع التركيز على صلابتها وبرودتها. وقد أولوا اهتماماً خاصاً بتصنيفها وتمييزها عن الأورام الأخرى، وخاصة السرطان. في هذا الموضوع، سنتناول مفهوم الأورام الصلبة، وأنواعها، وأسبابها، وأعراضها، وطرق علاجها كما وردت في المصادر الطبية القديمة، مع إشارة إلى التشابه والاختلاف بينها وبين السرطان.

ما هو الورم الصلب (سقيروس)؟

يُعرّف ابن سينا الورم الصلب (سقيروس) بأنه ورم لا يصحبه حس أو ألم، وإن بقي منه حس ما ولو يسير فليس بسقيروس. ويشير إلى أن سبب هذا الورم قد يكون مادة سوداوية عكرة أو بلغم صلب.

أنواع الأورام الصلبة (سقيروس):

يُقسم ابن سينا الأورام الصلبة إلى عدة أنواع، اعتمادًا على لونها ومكوناتها:
  • الورم الصلب عن سوداء عكرية: يتميز بلونه الأباري (الرصاصي) ويكون ناتجاً عن مادة سوداوية عكرة.
  • الورم الصلب عن سوداء مخلوطة ببلغم: يكون لونه أقرب إلى لون البدن وينتج عن خليط من مادة سوداوية وبلغم.
  • الورم الصلب من بلغم صلب: يكون ناتجاً عن بلغم صلب ولونه بلون الجلد.
  • الورم الصلب الخالص: يتميز بلون أسمر شديد التمدد والصلابة، وربما علاه زغب، وهذا النوع يُعتبر من الأورام التي لا يُرجى شفاؤها.
  • الورم الصلب المنتقل: يكون لونه بلون الجسد وينتقل من عضو إلى آخر، ويُسمى "قونوس".
  • الورم الصلب العظيم: يكون لونه بلون الجسد صلباً عظيماً لا يبرأ ولا ينتقل.

آراء الأطباء القدماء حول الأورام الصلبة:

يصف الزهراوي الورم الصلب بأنه ورم يحدث قليلاً قليلاً ثم يزيد حتى يستحكم، ويقسمه إلى نوعين: أبيض اللون بارد المجسة، ومائل إلى السواد بارد المجسة صلباً جداً. ويشير إلى أن الورم الصلب إذا تقادم وصلب وظهرت فيه عروق حمر أو سود مع ضربان وأدنى حرارة، فإنه يتحول إلى سرطان.

ويذهب مهذب الدين بن هبل في وصف السقيروس نفس المذهب، ويقول إن سببه مادة سوداوية عكرة، وربما كان عن بلغم وتصلب، وإن لونه يتراوح بين الكمودة الرصاصية (إذا كان عن سوداء) ولون الجلد (إذا كان عن بلغم).

التشابه والاختلاف بين الأورام الصلبة والسرطان:

يلاحظ تشابه كبير بين الأورام الصلبة والسرطان في الطب القديم، خاصةً في المراحل المتقدمة. ولكن الأطباء القدماء فرقوا بينهما بدقة، حيث اعتبروا أن الورم الصلب الذي لا يصحبه حس أو ألم هو ورم لا علاج له، بينما الورم الذي يصاحبه حس يمكن علاجه، وإن كان علاجه صعباً. أما السرطان، فيتميز بظهور عروق حمر أو سود مع ضربان وحرارة، وهو ما يميزه عن الورم الصلب.

الخلاصة:

الأورام الصلبة (سقيروس) كما وردت في الطب القديم تمثل فئة من الأورام التي تتميز بالصلابة والبرودة، وتنقسم إلى أنواع مختلفة حسب لونها ومكوناتها. وقد أولى الأطباء القدماء اهتماماً خاصاً بتصنيفها وتمييزها عن الأورام الأخرى، وخاصة السرطان. ورغم التشابه الكبير بينهما، إلا أنهم فرقوا بينهما بدقة، معتمدين على وجود الحس والألم، وظهور عروق وحرارة كعلامات مميزة للسرطان.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال