يتحدث الزهراوي في المقالة الأولى من التصريف عن ذلك بشكل عـام فيقول: (العقد الغددية والخنازير، أنواعها كثيرة لاختلاف مواضعها من الجسم، لأن منها ما يحدث في الرأس وتسمى اللبنات، منها ما يحدث في العنق وتسمى الخنازير ومنها ما يحدث في الأربية وتحت الإبط، فإذا أزمنت سميت طواعين، ومنها ما يحدث في ظاهر الكف وتحوي رطوبة تشبه بياض البيض، وعلامتها ظهورها للحس وعلاجها كلها الشق عليها وإخراجها أو كيها إذا لم تنفع فيها الأدوية).
ويقول عنها ابن فرج القربلياني في كتابه الاستقصاء والإبرام في علاج الجراحات والأورام: (هذه العقد أنواعها كثيرة ومواضعها من الجسم مختلفة، فمنها ما يحدث في العنق وتسمى الخنازير، ومنها ما يحدث تحت الإبط وفي الأربية، فإذا ورمت تسمى طواعين، ومنها ما يحدث في سائر البدن تحت الجلد وفي ظهر الكتف وفي ظهر القدم وعلامتها أنها في لون البدن ظاهرة للحس).
وتحدث آخرون من الأطباء العرب والمسلمين عن تضخم الغدد اللمفية تحت أسماء مختلفة من ذلك:
1- فـوجـثـلا ( نوع من أورام الغدد اللمفية):
يقول ابن سينا: (( فوجثلا من جنس أورام الغدد وكأنه يخص بهذا الاسم ما يكون خلف الأذن).
2- الأورام الحادثة فـي الـغـدد:
تحت هذا العنوان ذكروا أنواع التهاب الغدد اللمفية التي تحدث في مناطق مختلفة من الجسم.
يقول ابن سينا عن ذلك: (وأما الأورام اللمفية... ربما وقعت موقع الدفوع عن الأعضاء الأصلية وربما جلبها قروح وأورام أخرى على الأطراف تجري إليها مواد فتسلك في طريقها تلك اللحوم فتتشبث فيها كما يعرض للأربية والإبط من تورمهما فيمن به جرب أو قروح على الرجلين واليدين).
3- الـخنازيــر:
يظهر من تناولهم هذا الموضوع أنهم خلطوا بين العديد من أمراض الغدد اللمفية في الرقبة، من ذلك (سل العقد اللمفية، تورم العقد اللمفية نتيجة ابيضاض الدم (سرطان الدم)، تورم العقد اللمفية نتيجة مرض هوجكن) إلى غير ذلك.
يقول ابن سينا عن ذلك: (الخنازير تشبه السلع وتفارقها في أنها غير متبوئة تبوء السلع بل هي متعلقة باللحم وأكثر ما تعرض في اللحم الرخو ويكون أيضاً لها حجاب عصبي وقلما يكون خنزير شديد العظم وربما تولد من أحد منها كثير... وربما انتظمت عقد أو صارت كقلادة كأنها من عنقود.
ومن الخنازير ما يصحبه وجع... ومنها ما لا يصحبه وجع... وأكثر المواضع تولد فيها الخنازير في ناصية الرقبة وتحت الإبط ويشبه أن تكون إنما سميت خنازير لكثرة عروضها للخنازير أو بسبب أن شكل رقاب أهلها تشبه رقاب الخنازير وأسلم الخنازير ما تعرض للصبيان وأعسرها ما تعرض للشباب).
ومن الخنازير ما يصحبه وجع... ومنها ما لا يصحبه وجع... وأكثر المواضع تولد فيها الخنازير في ناصية الرقبة وتحت الإبط ويشبه أن تكون إنما سميت خنازير لكثرة عروضها للخنازير أو بسبب أن شكل رقاب أهلها تشبه رقاب الخنازير وأسلم الخنازير ما تعرض للصبيان وأعسرها ما تعرض للشباب).
ثم يقول: (وأعلم أن الخنازير ما يكون منها سرطانية).
وتكلم الرازي عن تضخم العقد اللمفية في أنواع الخنازير فقال:
الخنازير مكانها في الإبطين والأربتين والعنق. وهي جاسية (أي صلبة) في نفسها ومنها ما تزول من مكانها إلى مكان آخر وربما كانت لا تتحرك وربما كانت مستديرة وربما كانت مستطيلة ولونها لون الجسم).
ويقول الزهراوي بأن أنواع الخنازير كثيرة ، منها متحجرة ومنها ما تحوي رطوبات (Cold Absces) ومنها الخشنة.
التسميات
أورام حميدة