بروتوكول متكامل للتعامل مع حالات عض الحيوانات المصابة بداء الكلب: خطوات الإسعاف الأولية، التقييم الطبي، العلاج الوقائي بعد التعرض، وإرشادات المتابعة التفصيلية

الوقاية من داء الكلب بعد التعرض للعض:

عند تعرض شخص لعضة من حيوان يشتبه بإصابته بداء الكلب (السعار)، يجب اتخاذ الإجراءات التالية فورًا لتقليل خطر الإصابة بالمرض:

1. الإسعافات الأولية الفورية:

• غسل الجرح جيدًا: يجب غسل الجرح فورًا وبشكل كامل بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 15 دقيقة. هذا الإجراء بالغ الأهمية لإزالة أكبر قدر ممكن من الفيروس. إذا توفر مطهر مثل محلول اليود بوفيدون، يمكن استخدامه لتطهير الجرح بعد الغسل.
• عدم تغطية الجرح بإحكام: يفضل ترك الجرح مفتوحًا قدر الإمكان وعدم تغطيته بضمادات محكمة.
• تجنب وضع أي مواد على الجرح: يجب تجنب وضع أي علاجات منزلية أو مواد أخرى على الجرح.

2. التوجه الفوري إلى أقرب مركز صحي أو مستشفى:

• طلب المساعدة الطبية: يجب على الشخص المصاب التوجه فورًا إلى أقرب مركز صحي أو قسم الطوارئ في المستشفى لتقييم الحالة وتلقي العلاج اللازم.
• إبلاغ الطبيب بكافة التفاصيل: يجب إبلاغ الطبيب بكافة تفاصيل الحادث، مثل نوع الحيوان (إذا أمكن التعرف عليه)، وظروف العضة، وما إذا كان الحيوان يبدو مريضًا أو يتصرف بشكل غير طبيعي.

3. تقييم المخاطر من قبل الطبيب:

• تحديد نوع التعرض: سيقوم الطبيب بتقييم نوع التعرض لتحديد مدى خطورته (مثل عضة عميقة، خدش، لعاب على الأغشية المخاطية).
• تقدير حالة الحيوان: سيحاول الطبيب الحصول على معلومات حول حالة الحيوان العاض، وما إذا كان حيوانًا أليفًا مطعمًا ضد داء الكلب، أو حيوانًا بريًا، وما إذا أمكن حجزه لمراقبته.

4. تلقي التطعيم والعلاج المناعي بعد التعرض (Post-Exposure Prophylaxis - PEP):

• التطعيم ضد داء الكلب: عادةً ما يتضمن العلاج سلسلة من حقن لقاح داء الكلب تعطى في عدة جرعات على مدى أيام أو أسابيع. يبدأ التطعيم عادةً في أقرب وقت ممكن بعد التعرض.
• حقن الغلوبولين المناعي لداء الكلب (Rabies Immunoglobulin - RIG): في بعض الحالات، خاصةً إذا كان التعرض شديدًا ولم يكن الشخص قد تم تطعيمه ضد داء الكلب من قبل، قد يتم إعطاء حقنة من الغلوبولين المناعي لداء الكلب لتوفير حماية فورية حتى يبدأ الجسم في إنتاج الأجسام المضادة استجابةً للتطعيم. يتم حقن جزء من هذه الجرعة حول الجرح إن أمكن.

5. متابعة حالة الحيوان العاض (إذا أمكن حجزه):

• مراقبة الحيوانات الأليفة: إذا كان الحيوان العاض كلبًا أو قطة أو قِطًا أليفًا، وعثر عليه، فسيتم حجزه ومراقبته لمدة 10 أيام لتقييم ما إذا كان تظهر عليه علامات داء الكلب. إذا ظل الحيوان بصحة جيدة خلال هذه الفترة، فمن غير المرجح أن يكون مصابًا بالمرض.
• فحص الحيوانات البرية: إذا كان الحيوان العاض حيوانًا بريًا (مثل ثعلب أو ابن آوى أو خفاش)، فغالبًا ما يتم قتله وفحص دماغه في المختبر للتأكد من وجود فيروس داء الكلب.

ملاحظات هامة:

• داء الكلب مرض قاتل: إذا ظهرت أعراض داء الكلب على الإنسان، فإنه غالبًا ما يكون مميتًا. لذلك، فإن العلاج الوقائي بعد التعرض ضروري للغاية ويجب البدء فيه بأسرع ما يمكن.
• لا يوجد علاج فعال بعد ظهور الأعراض: بمجرد ظهور أعراض داء الكلب، لا يوجد علاج فعال في معظم الحالات.
• التعامل مع الخفافيش بحذر خاص: يجب التعامل مع أي تعرض للخفافيش على محمل الجد، حتى لو لم تكن هناك عضة واضحة، لأن عضات الخفافيش قد تكون صغيرة وغير ملحوظة.

خلاصة:

باتخاذ هذه الإجراءات الفورية والسريعة، يمكن تقليل خطر الإصابة بداء الكلب بشكل كبير بعد التعرض لعضة حيوان مشتبه بإصابته.