الأمراض الحيوانية المنشأ - الأمراض المشتركة:
تُعرف الأمراض التي تنتقل من الحيوانات والطيور إلى الإنسان باسم "الأمراض الحيوانية المنشأ" أو "الأمراض المشتركة". تُشكل هذه الأمراض تهديدًا خطيرًا للصحة العامة والاقتصاد العالمي، حيث تُؤثر على صحة الأفراد والثروة الحيوانية ومصادر الغذاء.
أسباب انتقال الأمراض من الحيوانات والطيور للإنسان:
1. الاحتكاك المباشر بالحيوانات المُصابة:
- العمل مع الحيوانات المُصابة بحمى كيو (Q Fever): تُسببها بكتيريا كوكسيلا بورنيتي، وتنتقل عن طريق استنشاق الغبار المُلوث بإفرازات الحيوانات المُصابة، مثل الماشية والأغنام والماعز.
- العمل مع الحيوانات المُصابة بالقلاع (Foot-and-mouth disease): مرض فيروسي يُصيب الماشية والخنازير والأغنام، وينتقل عن طريق اللمس المباشر أو استنشاق الرذاذ المُلوث.
- العمل مع الطيور: يُمكن أن تنقل الطيور أمراضًا مثل أنفلونزا الطيور والسالمونيلا والكلاميديا.
2. زيادة الطلب على الغذاء الحيواني:
- النمو السكاني المتزايد: يُؤدي إلى زيادة الطلب على الغذاء، وخاصةً اللحوم ومنتجات الألبان، مما يُؤدي إلى تكثيف الإنتاج الحيواني.
- عدم التوازن بين النمو السكاني والثروة الحيوانية: يُؤدي إلى زيادة حركة نقل الحيوانات بين الدول والقارات، مما يُسهل انتشار الأمراض.
3. التغيرات في أساليب تربية الحيوانات:
- تغير أساليب الرعي والتربية: يُؤدي إلى زيادة احتكاك الحيوانات ببعضها البعض وبالإنسان، مما يُزيد من فرص انتقال الأمراض.
- تغير بيئة الحيوان وازدياد قربه من المجتمعات الإنسانية: يُؤدي إلى زيادة فرص انتقال الأمراض من الحيوانات إلى الإنسان.
أمثلة على الأمراض التي تنتقل من الحيوانات والطيور للإنسان:
- السالمونيلا: عدوى بكتيرية تُسببها بكتيريا السالمونيلا، وتنتقل عن طريق تناول الطعام أو الماء المُلوث.
- البروسيلا: عدوى بكتيرية تُسببها بكتيريا البروسيلا، وتنتقل عن طريق تناول منتجات الألبان غير المُبسترة أو الاحتكاك المباشر بالحيوانات المُصابة.
- داء الكلب (Rabies): مرض فيروسي يُصيب الجهاز العصبي، وينتقل عن طريق لدغة حيوان مُصاب.
- الطاعون (Plague): عدوى بكتيرية تُسببها بكتيريا يرسينيا بيستيس، وتنتقل عن طريق البراغيث التي تحملها القوارض.
- الحمى الصفراء (Yellow fever): مرض فيروسي ينتقل عن طريق لدغة البعوض المُصاب.
- الأنفلونزا (Influenza): مرض فيروسي يُصيب الجهاز التنفسي، وينتقل عن طريق الرذاذ التنفسي.
- حمى الوادي المتصدع (Rift Valley fever): مرض فيروسي يُصيب الحيوانات والإنسان، وينتقل عن طريق لدغة البعوض أو الاحتكاك المباشر بالحيوانات المُصابة.
- حمى غرب النيل (West Nile fever): مرض فيروسي ينتقل عن طريق لدغة البعوض المُصاب.
- التهابات المخ (Encephalitis): التهاب في أنسجة المخ، يُمكن أن تُسببه فيروسات تنتقل من الحيوانات.
- الجمرة الخبيثة (Anthrax): عدوى بكتيرية تُسببها بكتيريا عصيات الجمرة الخبيثة، وتنتقل عن طريق الاحتكاك المباشر بالحيوانات المُصابة أو منتجاتها.
- الدرن (Tuberculosis): عدوى بكتيرية تُسببها بكتيريا المتفطرة السلية، وتنتقل عن طريق الرذاذ التنفسي.
المخاطر المُستقبلية:
يتوقع الخبراء زيادة حدة هذه المشكلة في العقود القادمة بسبب استمرار الأسباب المذكورة سابقًا، بالإضافة إلى:
- ظهور مُسببات جديدة للأمراض: تحور الكائنات الحية الدقيقة وظهور سلالات جديدة تُمكنها من الانتقال من الحيوانات إلى الإنسان.
- أمثلة على الأمراض المُستجدة:
- مرض جنون البقر (Bovine spongiform encephalopathy - BSE): مرض يُصيب الجهاز العصبي للأبقار، وينتقل إلى الإنسان عن طريق تناول لحوم الأبقار المُصابة.
- سارس (Severe acute respiratory syndrome - SARS): مرض فيروسي يُصيب الجهاز التنفسي، وينتقل عن طريق الرذاذ التنفسي.
- أنفلونزا الطيور (Avian influenza): مرض فيروسي يُصيب الطيور، ويُمكن أن ينتقل إلى الإنسان.
- عودة ظهور الدرن: ظهور سلالات من بكتيريا الدرن مُقاومة للأدوية.
الخلاصة:
تُشكل الأمراض الحيوانية المنشأ تحديًا كبيرًا للصحة العامة، ويتطلب التعامل معها جهودًا مُشتركة بين القطاعات الصحية والبيطرية والبيئية. من الضروري اتخاذ إجراءات وقائية للحد من انتشار هذه الأمراض، مثل تحسين أساليب تربية الحيوانات، ومراقبة حركة نقلها، وتوعية الجمهور بمخاطر هذه الأمراض.
التسميات
أمراض مهنية ناجمة عن عوامل حيوية