استنساخ النبات والحيوان.. تنمية هذه الكائنات المسخرة للإنسان ووسيلة توسع آفاق الانتفاع بها وتطوره بما يحقق مصالح البشرية

من المعلوم أن جميع ما في الكون من كائنات في عالم الحس والمشاهدة هي أمارات دالة على وجود الله وقدرته جل شأنه وهي الطريق الموصل إلى معرفته والإيمان به وبما جاء به الرسل الكرام ختماً بخاتم الأنبياء والرسل محمد صلى الله عليه وسلم.

وهي في ذات الوقت نعم وهبها الله لعباده خلقها لهم  وسخرها لهم منحة منه تعالى، لسد حاجة الإنسان في كل زمان ومكان، قال تعالى: "الله الذي خلق السموات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار وسـخـر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار".

فإذا كان الاستنساخ في هذا المجال (مجال الحيوان والنبات) سبباً من أسباب تنمية هذه الكائنات المسخرة للإنسان ووسيلة توسع آفاق الانتفاع بها وتطوره تطوراً نافعاً بما يحقق مصالح البشرية، فإنه يكون لوناً من ألوان التنمية والتثمير لما سخره الله للإنسان، وفسح له في سبيل التصرف مما ليس فيه تعذيب ولا تبديل عابث للخلقة، وهو تصرف في المال بما يزيده ويجوده فإنه يكون أمراً مشروعاً بل هو مطلوب ومأمور به شرعاً، لأن الإنسان مستخلف في الأرض ليعمرها، ولأن في ذلك مصالح الناس أجمعين.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال