ما هي الجمرة الخبيثة؟
الجمرة الخبيثة مرض بكتيري خطير يُسببه بكتيريا عصيات الجمرة الخبيثة (Bacillus anthracis). تنتج هذه البكتيريا جراثيم شديدة المقاومة للظروف البيئية القاسية، مما يجعلها قادرة على البقاء حية في التربة لسنوات طويلة.
طرق انتقال العدوى:
تنتقل عدوى الجمرة الخبيثة إلى الإنسان بأربع طرق رئيسية:
- الاستنشاق: استنشاق جراثيم البكتيريا الموجودة في الهواء، مثل تلك المُثارة من التربة الملوثة أو المنتجات الحيوانية المُصابة. يُعتبر هذا النوع من أخطر الأنواع، حيث يُصيب الجهاز التنفسي.
- الابتلاع: تناول لحوم حيوانات مُصابة غير مطبوخة جيدًا. يُصيب هذا النوع الجهاز الهضمي.
- عن طريق الحقن: نادر الحدوث، وينتج عن حقن مواد مُلوثة بالجراثيم، مثل المخدرات غير المشروعة.
- ملامسة الجلد: ملامسة الجلد لجراثيم البكتيريا الموجودة على المنتجات الحيوانية المُلوثة، مثل الجلود أو الصوف أو الشعر. يُؤدي هذا إلى ظهور تقرحات جلدية.
عوامل الخطر:
تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بالجمرة الخبيثة، منها:
- المهن التي تتطلب التعامل مع الحيوانات أو منتجاتها: مثل العاملين في المزارع، والمسالخ، ومدابغ الجلود، وصناعة الصوف. كما يشمل ذلك الأطباء البيطريين والعاملين في المختبرات التي تتعامل مع البكتيريا.
- الخدمة العسكرية في مناطق ينتشر فيها المرض: الجنود الذين يتم نشرهم في مناطق موبوءة بالجمرة الخبيثة يكونون أكثر عرضة للإصابة.
- التعامل مع المنتجات الحيوانية الخام: مثل الجلود والحوافر والقرون والشعر، خاصةً إذا كانت قادمة من مناطق ينتشر فيها المرض.
- استخدام المخدرات عن طريق الحقن: يزيد هذا من خطر الإصابة بالجمرة الخبيثة عن طريق الحقن.
- التعرض المتعمد للجراثيم (الهجمات البيولوجية): يُعتبر هذا خطرًا منخفضًا ولكنه حقيقي، حيث يمكن استخدام الجمرة الخبيثة كسلاح بيولوجي.
كيف تُسبب الجمرة الخبيثة المرض؟
عند دخول جراثيم الجمرة الخبيثة إلى الجسم، فإنها تتحول إلى خلايا بكتيرية نشطة تبدأ بالتكاثر وإفراز سموم قوية. هذه السموم تتكون من ثلاثة بروتينات تعمل معًا لإحداث الضرر:
- عامل الوذمة (Edema Factor): يُسبب تورمًا وانتفاخًا في الأنسجة.
- العامل القاتل (Lethal Factor): يُعيق وظائف الخلايا ويُسبب موتها.
- المستضد الوقائي (Protective Antigen): يُساعد البروتينين الآخرين على دخول الخلايا.
هذه السموم تُعيق عمل الجهاز المناعي وتُسبب تلفًا للأنسجة، مما يؤدي إلى ظهور الأعراض المختلفة للجمرة الخبيثة.
أنواع الجمرة الخبيثة:
تُصنف الجمرة الخبيثة إلى ثلاثة أنواع رئيسية حسب طريقة دخول البكتيريا إلى الجسم:
- الجمرة الخبيثة الجلدية: وهي الأكثر شيوعًا وأقلها خطورة. تبدأ بظهور بثرة صغيرة تُصبح قرحة سوداء غير مؤلمة.
- الجمرة الخبيثة الاستنشاقية: وهي الأكثر خطورة، حيث تُصيب الجهاز التنفسي وتُسبب صعوبة شديدة في التنفس وقد تؤدي إلى الوفاة.
- الجمرة الخبيثة الهضمية: وهي نادرة الحدوث، وتنتج عن تناول لحوم مُلوثة. تُسبب آلامًا في البطن وإسهالًا وتقيؤًا.
الوقاية:
تتضمن طرق الوقاية من الجمرة الخبيثة:
- تطعيم الحيوانات: يُساعد تطعيم الحيوانات على منع انتشار المرض بينها.
- اتخاذ إجراءات السلامة في العمل: يجب على العاملين في المهن المعرضة للخطر اتخاذ إجراءات السلامة اللازمة، مثل ارتداء الملابس الواقية والقفازات والأقنعة.
- طهي اللحوم جيدًا: يُساعد طهي اللحوم جيدًا على قتل بكتيريا الجمرة الخبيثة.
- تجنب الاتصال المباشر بالحيوانات المريضة أو منتجاتها: يجب تجنب ملامسة الحيوانات المريضة أو المنتجات الحيوانية التي قد تكون مُلوثة.
- التطعيم البشري: يُوصى بالتطعيم للأشخاص المعرضين لخطر كبير للإصابة، مثل العاملين في المختبرات الذين يتعاملون مع البكتيريا والعسكريين المُنتشرين في مناطق موبوءة.
خلاصة:
من المهم التوجه إلى الطبيب فورًا عند ظهور أي أعراض تُشبه أعراض الجمرة الخبيثة، حيث أن التشخيص والعلاج المبكرين يُساعدان على منع تطور المضاعفات الخطيرة.
التسميات
أمراض مهنية ناجمة عن عوامل حيوية