بين واجب الإنقاذ والضرورة الطبية: الجراحة العلاجية الضرورية وحكمها في الشريعة الإسلامية والقانون الوضعي

الجراحة العلاجية الضرورية: ضرورة إنسانية وشرعية

تعتبر الجراحة العلاجية الضرورية من أهم التدخلات الطبية التي تهدف إلى إنقاذ حياة المريض وحمايته من مضاعفات مرضية تهدد حياته. هذه الجراحات لا تقتصر على كونها إجراءات طبية فحسب، بل تمتد أهميتها لتشمل بعدًا أخلاقيًا ودينياً، حيث ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحفظ النفس البشرية، وهي من أهم الضرورات التي أكد عليها الشارع الإسلامي.

أمثلة على الجراحات العلاجية الضرورية:

• حالات الالتهابات الحادة: مثل انفجار الزائدة الدودية، أو انفجار الإثني عشر، أو التهاب البنكرياس الحاد.
• حالات الانسداد: مثل انسداد الأمعاء أو انسداد المسالك البولية.
• حالات النزيف الحاد: مثل النزيف الداخلي الناجم عن إصابات أو أمراض.
• حالات الأورام الخبيثة: حيث تكون الجراحة أحياناً هي الخيار العلاجي الوحيد أو الأساسي.

أهمية الجراحة العلاجية الضرورية:

• حفظ النفس: إنقاذ حياة المريض هو الهدف الأساسي من هذه الجراحات، وهو واجب ديني وأخلاقي.
• منع المضاعفات: تساهم الجراحة في منع حدوث مضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة أو الإعاقة الدائمة.
• تحسين نوعية الحياة: تساعد الجراحة على تخفيف الألم والمعاناة وتحسين نوعية حياة المريض.

الأساس الشرعي للجراحة العلاجية الضرورية:

• حفظ النفس: تعتبر حفظ النفس من أهم الضرورات الخمس التي جاء الإسلام لحفظها، وهي أصل من أصول الشريعة الإسلامية.
• الدفاع عن النفس: الجراحة العلاجية تعتبر نوعاً من الدفاع عن النفس، حيث يتم إزالة المرض الذي يهدد حياة الإنسان.
• التعاون على البر والتقوى: إنقاذ حياة المريض هو تعاون على البر والتقوى، وهو أمر مشروع ومشجع عليه في الإسلام.

وجوب إجراء الجراحة العلاجية الضرورية:

يتعين على الطبيب إجراء الجراحة العلاجية الضرورية في الحالات التي تهدد حياة المريض، ولا يجوز له التردد أو التسويف. وذلك لأن:

• الوقت عامل حاسم: في العديد من الحالات، يكون الوقت عاملًا حاسمًا في إنقاذ حياة المريض، والتأخير في إجراء الجراحة قد يؤدي إلى نتائج وخيمة.
• المسؤولية الشرعية: يتحمل الطبيب مسؤولية شرعية تجاه مريضه، وعليه بذل كل ما في وسعه لإنقاذ حياته.
• الفَرَج عن المكروب: إن إجراء الجراحة وإسعاف المريض يعد فرجًا عن كربته، وهو عمل صالح يجره إلى الأجر والثواب.

الخاتمة:

تعتبر الجراحة العلاجية الضرورية من أهم الخدمات الطبية التي تقدم للإنسان، وهي واجب ديني وأخلاقي على الطبيب والمجتمع. إن إنقاذ حياة المريض هو هدف سامٍ، ويدخل في إطار حفظ النفس الذي هو من أهم الضرورات التي أكد عليها الإسلام.