الطب في الإسلام: بين حفظ النفس وبناء المجتمع الصحي من جذور التاريخ إلى آفاق المستقبل

أهمية الطب ودوره في المجتمع الإسلامي:

يعد الطب من أهم العلوم التي اهتم بها الإنسان منذ القدم، فهو العلم الذي يتناول الحفاظ على صحة الإنسان وعلاجه من الأمراض. ولقد أولى الإسلام عناية كبيرة بالطب، وجعله من الفروض الكفائية، وذلك لما له من أهمية في حفظ النفس البشرية وحماية المجتمع.

أهمية الطب في الإسلام:

  • حفظ النفس: يعتبر حفظ النفس من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية، والطب يساهم بشكل كبير في تحقيق هذا المقصد من خلال الوقاية من الأمراض وعلاجها.
  • الرحمة بالعباد: حث الإسلام على الرحمة بالعباد، والطب هو أحد أهم وسائل تحقيق هذه الرحمة من خلال تخفيف آلام المرضى وعلاجهم.
  • النظافة والصحة: حث الإسلام على النظافة والصحة، والطب يساهم في تحقيق ذلك من خلال تقديم النصائح والإرشادات الصحية.

وجوب توفير الأطباء في المجتمع الإسلامي:

  • الفرض الكفائي: اتفق الفقهاء على أن تعلم الطب فرض كفائي، أي يجب أن يتكفل به بعض أفراد المجتمع حتى لا يضطر الجميع إلى فعله.
  • مسؤولية الدولة: تقع على عاتق الدولة الإسلامية مسؤولية توفير الأطباء المؤهلين في كافة التخصصات، وتوفير المستشفيات والمراكز الصحية اللازمة.
  • الاعتماد على الذات: يجب على الدول الإسلامية أن تسعى إلى الاعتماد على نفسها في مجال الطب، وأن تقلل من الاعتماد على الدول الأخرى قدر الإمكان.

مشروعية الجراحة في الإسلام:

  • الدليل القرآني: تدل آية "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" على أهمية إنقاذ النفس البشرية، والجراحة تساهم بشكل كبير في تحقيق ذلك.
  • السنة النبوية: تدل أحاديث الحجامة على مشروعية التدخل الجراحي في الجسم، واستئصال الأجزاء التالفة.
  • إجماع الفقهاء: أجمع الفقهاء على مشروعية الجراحة في الحالات التي تستدعي ذلك، وذلك لحفظ النفس والصحة.

شروط إباحة الجراحة:

  • الضرورة: يجب أن تكون الجراحة ضرورية لحفظ حياة المريض أو جزء منها.
  • الخبرة: يجب أن يقوم بالعملية الجراحية طبيب متخصص وخبرة.
  • عدم وجود بديل: يجب ألا يكون هناك بديل آخر للعلاج غير الجراحة.

الخاتمة:

الطب هو ركن أساسي في بناء المجتمعات السليمة، وهو واجب ديني ووطني. وعلى المسلمين أن يهتموا بتطوير هذا العلم، وتوفير الخدمات الطبية للمسلمين وغير المسلمين على حد سواء.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال