إن الخلايا الجرثومية الأولية التي تكّون الخلايا التناسلية والتي بدورها تكّون الجاميطات العاملة لا تنشأ في الغدة التناسلية ولكن تهاجر من مناطق تختلف تبعا ً لنوع الكائن وتنتقل إلى منطقة المناسل بالهجرة أو بواسطة تيار الدم.
وتنشأ الخلايا الجرثومية أو الجنسية الأولية من الاندوديرم الخضري لجنين الضفدع ومن الاندوديرم خارج الجنيني في الطيور ومن اندوديرم عنق كيس المح في الإنسان والثدييات عامة.
ومما يؤكد أصل هذه الخلايا الاندوديرمي الأسباب التالية:
1- عند منع الخلايا الجرثومية الأولية القادمة من كيس المح من الهجرة فإن الحيوان المتكون يكون عقيما.
2- إن تعريض القطب الخضري للبويضة المخصبة والمكون من خلايا اندوديرمية محبة للأشعة الفوق بنفسجية يؤدي إلى اختزال عدد هذه الخلايا الجرثومية.
3- بتتبع هجرة خلايا الاندوديرم لكيس المح في الطيور وجدانها تهاجر لتستقر في المناسل.
4- عند فصل خلايا الاندوديرم لكيس المح في المراحل المبكرة للتكوين الجنيني فإن ذلك يؤدي إلى تكوين أجنة عقيمة.
تصل هذه الخلايا الجرثومية الأولية إلى الغدة التناسلية بالهجرة أو بالنقل بواسطة الدم وهذا يذكرنا بالطرق التي تنتشر بها خلايا الأورام في الجسم بواسطة الغزو (الهجرة) أو الانبثاث (النقل بالدم).
ويبقى السؤال:
كيف تعرف الخلية الجرثومية الأولية متى تهاجر؟
وأين تتوقف؟
ومتى تبقى في هذا المستقر ولا تتحرك وتكمل هجرتها؟.
وقد يلعب التعرف الالتصاقي النوعي بين الخلية الجرثومية الأولية وبين منطقة الغدة التناسلية دوراً في تحديد المكان الذي تتوقف فيه هذه الخلايا بمجرد وصولها إلى المنسل البدائي فتبقى فيه لأنها تلتصق نوعيا به أو بعبارة أخرى وكأنها أدركت أن وظيفتها التي خلقت من أجلها لايمكن أن تؤديها إلا من خلال هذا الجهاز وصدق الله العظيم الذي خلق كل شيء فقدره تقديراً.
التسميات
علم الأجنة