شلل العصب الوجهي (شلل بيل): نظرة متعمقة على أسباب ضعف عضلات الوجه وخيارات العلاج المتاحة والحديثة

ما هو شلل العصب الوجهي؟

شلل العصب الوجهي، أو ما يُعرف أيضًا بشلل بيل (Bell's palsy)، هو حالة تُسبب ضعفًا مؤقتًا أو شللًا في عضلات جانب واحد من الوجه. يحدث ذلك نتيجة خلل في العصب الوجهي، وهو العصب الذي يتحكم في عضلات الوجه المسؤولة عن تعابير الوجه، مثل الابتسامة والعبوس وإغلاق العين.

أسباب شلل العصب الوجهي:

السبب الدقيق لشلل بيل غير معروف حتى الآن، ولكن يُعتقد أنه مرتبط بالتهاب في العصب الوجهي، قد يكون ناتجًا عن عدوى فيروسية، مثل:
  • فيروس الهربس البسيط (Herpes simplex virus)، وهو المسؤول عن قروح البرد.
  • فيروس الهربس النطاقي (Herpes zoster virus)، وهو المسؤول عن جدري الماء والحزام الناري.
هناك عوامل أخرى قد تزيد من خطر الإصابة بشلل بيل، مثل:
  • الحمل، خاصةً خلال الثلث الأخير من الحمل أو بعد الولادة مباشرة.
  • داء السكري.
  • التهابات الجهاز التنفسي العلوي.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بشلل بيل.

أعراض شلل العصب الوجهي:

تظهر أعراض شلل بيل فجأة، وعادةً ما تتفاقم خلال 48 إلى 72 ساعة. تشمل الأعراض:
  • ضعف مفاجئ أو شلل في جانب واحد من الوجه، مما يجعل من الصعب إغلاق العين أو الابتسام أو العبوس في ذلك الجانب.
  • تدلي زاوية الفم.
  • سيلان اللعاب.
  • صعوبة في الكلام أو المضغ.
  • زيادة حساسية الصوت في الأذن المصابة.
  • جفاف العين أو زيادة إفراز الدموع في الجانب المصاب.
  • ألم حول الفك أو خلف الأذن.

علاج شلل العصب الوجهي:

في معظم الحالات، يتحسن شلل بيل من تلقاء نفسه خلال أسابيع أو أشهر قليلة، حتى بدون علاج. ومع ذلك، هناك بعض العلاجات التي قد تُساعد على تسريع الشفاء وتحسين النتائج، وتشمل:
  • الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids): مثل بريدنيزون، وهي أدوية قوية مضادة للالتهابات تُساعد على تقليل تورم العصب الوجهي. يُفضل البدء بتناول الكورتيكوستيرويدات في غضون أيام قليلة من ظهور الأعراض لتحقيق أفضل النتائج.
  • الأدوية المضادة للفيروسات (Antivirals): قد تُستخدم مع الكورتيكوستيرويدات، خاصةً في الحالات الشديدة، على الرغم من أن فعاليتها لا تزال قيد الدراسة. من أمثلة الأدوية المضادة للفيروسات فالاسيكلوفير (Valtrex) وأسيكلوفير.
  • العلاج الطبيعي (Physiotherapy): يُساعد العلاج الطبيعي على منع تقلص العضلات المشلولة واستعادة وظائفها الطبيعية. يشمل العلاج الطبيعي تمارين للوجه وتدليكًا للعضلات.
  • العناية بالعين: من المهم حماية العين المصابة من الجفاف، خاصةً إذا كان من الصعب إغلاقها بشكل كامل. يُمكن استخدام قطرات أو مراهم مرطبة للعين، وارتداء نظارات واقية أو وضع شريط لاصق لإبقاء العين مغلقة أثناء النوم.
  • مسكنات الألم: يُمكن استخدام مسكنات الألم التي تُصرف بدون وصفة طبية، مثل الأيبوبروفين أو الباراسيتامول، لتخفيف الألم.
  • الوخز بالإبر والارتجاع البيولوجي: قد تُساعد هذه العلاجات التكميلية بعض الأشخاص، ولكن لا يوجد دليل علمي قوي على فعاليتها في علاج شلل بيل.
  • الجراحة: في حالات نادرة جدًا، قد يُلجأ إلى الجراحة لإصلاح تلف العصب الوجهي، وذلك في الحالات التي لا تتحسن مع العلاجات الأخرى.

نصائح للعناية الذاتية:

  • حماية العين المصابة من الجفاف والأتربة.
  • تناول الطعام ببطء ومضغه جيدًا.
  • ممارسة تمارين الوجه الموصى بها من قبل أخصائي العلاج الطبيعي.
  • الحصول على قسط كافٍ من الراحة.
  • تجنب التعرض للتيارات الهوائية الباردة.

متى يجب عليك زيارة الطبيب؟

يجب عليك زيارة الطبيب فورًا إذا ظهرت عليك أعراض شلل العصب الوجهي، وذلك لتشخيص الحالة واستبعاد أي أسباب أخرى محتملة، مثل السكتة الدماغية أو العدوى.

ملاحظات هامة:

  • معظم حالات شلل بيل تتحسن بشكل كامل خلال عدة أسابيع أو أشهر.
  • التدخل المبكر بالعلاج، خاصةً الكورتيكوستيرويدات، يُمكن أن يُحسن من فرص الشفاء الكامل.
  • إذا لم تتحسن الأعراض أو تفاقمت، يجب عليك استشارة الطبيب مرة أخرى.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال