علاج الهياج العصبي (الهياج النفسي الحركي): دليل إرشادي شامل حول الأدوية المُستخدمة والعلاج النفسي والتدخلات السلوكية وإدارة الأزمات الحادة

ما هو الهياج العصبي؟

الهياج العصبي، أو ما يُعرف أيضًا بالهياج النفسي الحركي (Psychomotor agitation)، هو حالة من فرط النشاط الحركي والتهيّج والانفعال يصعب فيها على الشخص البقاء هادئًا أو ساكنًا. قد يتضمن ذلك التململ، والتردد، والمشي بلا هدف، وعدم القدرة على الجلوس، وسرعة الكلام، وصعوبة التركيز، والانفعال بسهولة، وفي بعض الحالات الشديدة، قد يتطور إلى سلوك عدواني. من المهم التمييز بين الهياج العصبي كعرض لحالة أخرى، وبين اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، الذي يتم تشخيصه عادةً في مرحلة الطفولة.

أسباب الهياج العصبي:

يمكن أن يكون الهياج العصبي عرضًا لمجموعة متنوعة من الحالات، بما في ذلك:
  • الاضطرابات النفسية: مثل اضطراب ثنائي القطب (خاصةً في مرحلة الهوس)، والاكتئاب الشديد، واضطرابات القلق، واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، والفصام.
  • الانسحاب من المواد: مثل الكحول أو المخدرات أو بعض الأدوية.
  • الآثار الجانبية للأدوية: بعض الأدوية، مثل المنشطات أو بعض مضادات الذهان، قد تُسبب الهياج العصبي كأثر جانبي.
  • الحالات الطبية: مثل فرط نشاط الغدة الدرقية، وإصابات الرأس، واضطرابات الجهاز العصبي.
  • نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD): يتميز هذا الاضطراب بصعوبة التركيز وفرط النشاط والاندفاعية، وقد يتضمن أعراضًا مشابهة للهياج العصبي.

تشخيص الهياج العصبي:

يعتمد تشخيص الهياج العصبي على التقييم النفسي الشامل والتاريخ الطبي للمريض. قد يشمل ذلك:
  • المقابلة السريرية: لتقييم الأعراض والسلوك والتاريخ النفسي والطبي.
  • الفحوصات البدنية: لاستبعاد أي حالات طبية قد تُسبب الأعراض.
  • الاختبارات النفسية: لتقييم الحالة النفسية وتشخيص أي اضطرابات نفسية مصاحبة.

علاج الهياج العصبي:

يعتمد علاج الهياج العصبي على السبب الكامن وشدة الأعراض. يشمل العلاج عادةً مجموعة من التدخلات:

1. علاج السبب الكامن:

من الضروري علاج السبب الرئيسي الذي يُؤدي إلى الهياج العصبي. على سبيل المثال:
  • إذا كان الهياج ناتجًا عن اضطراب نفسي، فيتم علاجه بالعلاج النفسي والأدوية المناسبة.
  • إذا كان الهياج ناتجًا عن الانسحاب من المواد، فيتم توفير برنامج علاجي لإدارة الانسحاب.
  • إذا كان الهياج ناتجًا عن حالة طبية، فيتم علاج الحالة الطبية الأساسية.

2. الأدوية:

تُستخدم الأدوية لتخفيف أعراض الهياج العصبي الحاد، وتشمل:
  • البنزوديازيبينات (Benzodiazepines): مثل ديازيبام (Diazepam) ولورازيبام (Lorazepam)، تُستخدم لتهدئة سريعة في حالات الهياج الحاد. يجب استخدامها بحذر وتحت إشراف طبي بسبب خطر الإدمان.
  • مضادات الذهان (Antipsychotics): مثل هالوبيريدول (Haloperidol) وأولانزابين (Olanzapine) وريسبيريدون (Risperidone)، تُستخدم للسيطرة على الهياج والعدوانية في الحالات الشديدة.
  • مُثبّتات المزاج (Mood stabilizers): مثل الليثيوم (Lithium) وحمض فالبرويك (Valproic acid)، تُستخدم لعلاج الهياج المرتبط باضطراب ثنائي القطب.

3. العلاج النفسي:

يُساعد العلاج النفسي على فهم الأسباب الكامنة للهياج العصبي وتطوير استراتيجيات للتعامل مع الأعراض. قد يشمل ذلك:
  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): لتعليم المريض كيفية التعرف على الأفكار والسلوكيات السلبية وتغييرها.
  • العلاج بالحوار (Talk therapy): لاستكشاف المشاعر والصدمات النفسية التي قد تُساهم في الهياج.
  • التهدئة الفورية (في حالات الطوارئ): في الحالات التي يكون فيها المريض عنيفًا أو خطرًا على نفسه أو على الآخرين، قد يتطلب الأمر تهدئة فورية باستخدام الأدوية عن طريق الحقن العضلي أو التقييد الجسدي المؤقت، مع مراعاة الإجراءات اللازمة بشكل صارم.

نصائح للتعامل مع الهياج العصبي:

  • خلق بيئة هادئة: تقليل المُشتتات والضوضاء.
  • التحدث بهدوء مع الشخص: طمأنته ومحاولة تهدئته.
  • توفير مساحة شخصية: تجنب الاقتراب الشديد من الشخص.
  • تشجيع النشاطات الهادئة: مثل المشي أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة.
  • طلب المساعدة الطبية إذا لزم الأمر: في الحالات الشديدة أو إذا كان الشخص يُشكل خطرًا على نفسه أو على الآخرين.

متى يجب عليك زيارة الطبيب؟

يجب عليك زيارة الطبيب إذا كنت تعاني من:
  • نوبات متكررة من الهياج العصبي.
  • هياج عصبي يُؤثر على حياتك اليومية وعلاقاتك.
  • هياج عصبي مصحوب بأفكار انتحارية أو عدوانية.

ملاحظات هامة:

  • من المهم استشارة الطبيب لتحديد السبب الدقيق للهياج العصبي وتلقي العلاج المناسب.
  • لا تُستخدم الأدوية الموصوفة لشخص آخر.
  • قد يستغرق العثور على العلاج المناسب بعض الوقت والتجربة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال