الأسس الخلوية لنمو أنسجة الحملان:
يرتكز النمو البدني للحملان على التوسع الخلوي لأنسجة الجسم المختلفة، ويتم ذلك من خلال آليتين أساسيتين ومتكاملتين: تضاعف الخلايا (Hyperplasia) وتضخمها (Hypertrophy). يستكشف هذا الموضوع هذه العمليات الحيوية بالتفصيل، مع تسليط الضوء على كيفية اختلاف مساهمة كل آلية في نمو الأنسجة المختلفة خلال مراحل تطور الحمل وما بعد الولادة.
1. تضاعف الخلايا (Hyperplasia):
- تمثل هذه العملية زيادة في عدد الخلايا المكونة للنسيج.
- تكون هذه العملية هي السائدة خلال المراحل الجنينية المبكرة والمتوسطة من تطور الحمل.
- بالنسبة للعديد من الأنسجة، مثل النسيج العصبي (المخ)، يكون النمو العددي سريعًا جدًا في المراحل الجنينية ثم يتباطأ تدريجيًا ويتوقف في مرحلة ما بعد الولادة.
- في النسيج العضلي، يتوقف النمو العددي للخلايا العضلية نفسها عند الميلاد أو بعده بقليل. ومع ذلك، يستمر عدد الأنوية داخل الألياف العضلية في الازدياد من خلال اندماج أنوية الخلايا النجمية، مما يؤدي إلى زيادة في محتوى الحمض النووي (DNA) داخل النسيج العضلي. يمكن اعتبار هذه الزيادة في الأنوية نوعًا من النمو العددي على مستوى العضلة ككل.
- يبدأ النمو العددي للخلايا الدهنية في المراحل المتوسطة والمتأخرة من الحمل ويستمر بوتيرة شبه منتظمة حتى يصل الحمل إلى وزن معين.
- نقص الغذاء خلال المراحل الجنينية الحرجة التي يكون فيها تضاعف الخلايا نشطًا يمكن أن يؤدي إلى نقص دائم في عدد الخلايا في جسم الحمل عند الولادة، مما يؤثر سلبًا على إمكانات النمو اللاحقة.
2. تضخم الخلايا (Hypertrophy):
- تمثل هذه العملية زيادة في حجم الخلايا الفردية المكونة للنسيج.
- تصبح هذه العملية هي السائدة في نمو العديد من الأنسجة في المراحل المتأخرة من الحمل وما بعد الولادة، خاصة بعد أن يتباطأ أو يتوقف النمو العددي للخلايا.
- في النسيج العضلي، يكون النمو بعد توقف التضاعف العددي للخلايا العضلية أساسًا نموًا حجميًا، حيث تزداد كتلة النسيج العضلي لكل وحدة من الحمض النووي (DNA).
- في نسيج المخ، بعد توقف النمو العددي، يستمر النسيج في النمو من خلال زيادة حجم الخلايا العصبية والخلايا الدبقية.
- في النسيج الدهني، يصبح النمو الحجمي هو الآلية الرئيسية بعد توقف النمو العددي للخلايا الدهنية عند وزن معين.
- في الحملان الناضجة، يؤدي نقص الغذاء أو الإصابة بالطفيليات إلى تقلص حجم خلايا العديد من الأنسجة والأعضاء الداخلية، بينما يظل عدد الخلايا ثابتًا.
استثناءات هامة:
أنسجة الجلد والجهاز الهضمي لديها القدرة على الزيادة في كل من عدد وحجم الخلايا حتى بعد التعرض لسوء التغذية الذي أدى إلى نقص فيهما. هذا يشير إلى مرونة أكبر في هذه الأنسجة.
العوامل المؤثرة في حجم النسيج:
- التركيب الوراثي: يعتبر العامل الأساسي المحدد لعدد الخلايا في النسيج.
- طاقة الخلية (التركيب الوراثي): يأتي في المرتبة الثانية في الأهمية لتحديد إمكانية الخلية للنمو في الحجم.
- جنس الحيوان: يؤثر على حجم الخلايا، حيث تكون الخلايا العضلية في الذكور أكبر حجمًا من الإناث داخل نفس التركيب الوراثي، ويعزى ذلك بشكل كبير إلى تأثير هرمون التستوستيرون الذي يعزز بناء البروتين.
خلاصة:
باختصار، يمر نمو الأنسجة في الحملان بمرحلة أولية تعتمد بشكل كبير على زيادة عدد الخلايا (التضاعف)، تليها مرحلة يصبح فيها النمو الأساسي هو زيادة حجم الخلايا الفردية (التضخم). هذه العمليات منظمة بدقة وتختلف بين الأنسجة المختلفة وتتأثر بعوامل وراثية وبيئية وتغذوية. فهم هذه الآليات أمر بالغ الأهمية لفهم النمو الشامل للحمل وتطوره.
التسميات
نمو الحملان