عصاب الوهن العصبي (النيورستانيا): الأعراض الشائعة، الأسباب المحتملة المتعددة (البيولوجية والنفسية والاجتماعية)، واستراتيجيات العلاج والتأهيل المتاحة

ما هو عصاب الوهن العصبي (النيورستانيا)؟

عصاب الوهن العصبي (النيورستانيا) Neurasthenia هو حالة تتميز بالإرهاق المزمن والضعف، وغالبًا ما يصاحبها مجموعة من الأعراض الجسدية والعقلية الأخرى. على الرغم من أنه لم يعد تصنيفًا تشخيصيًا رسميًا في العديد من أنظمة التصنيف الحديثة للأمراض النفسية (مثل الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية DSM-5 أو التصنيف الدولي للأمراض ICD-11)، إلا أنه مصطلح تاريخي لا يزال يُستخدم أحيانًا لوصف مجموعة من الأعراض.

أعراض النيورستانيا:

تشمل الأعراض الشائعة للنيورستانيا ما يلي:

الإرهاق المستمر أو الشديد: شعور دائم بالتعب والإنهاك لا يتحسن بالراحة.
الضعف الجسدي والعقلي: الشعور بالوهن ونقص الطاقة، وصعوبة التركيز والتفكير.
الصداع: غالبًا ما يكون صداعًا توتريًا.
اضطرابات النوم: صعوبة النوم أو الاستيقاظ مبكرًا أو الشعور بالتعب بعد النوم.
التهيج وسرعة الانفعال: الشعور بالعصبية والضيق بسهولة.
صعوبة التركيز والذاكرة: مشاكل في الانتباه وتذكر الأشياء.
آلام وأوجاع مختلفة: قد تشمل آلام العضلات والمفاصل أو آلام في البطن.
الدوار: الشعور بالدوخة أو عدم التوازن.
اضطرابات الجهاز الهضمي: مثل عسر الهضم أو الإمساك أو الإسهال.
القلق والاكتئاب: غالبًا ما تصاحب النيورستانيا مشاعر القلق والحزن.

أسباب النيورستانيا:

لا يزال السبب الدقيق للنيورستانيا غير مفهوم تمامًا، ولكن يُعتقد أنه ناتج عن تفاعل معقد بين العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية. تشمل بعض العوامل المحتملة ما يلي:

الإجهاد المزمن: التعرض لفترات طويلة من الضغط النفسي أو الجسدي.
الصدمات العاطفية: تجارب مؤلمة أو أحداث حياتية صعبة.
الاستعداد الوراثي: قد يكون لدى بعض الأشخاص ميل وراثي لتطوير هذه الحالة.
الاختلالات الكيميائية في الدماغ: قد تلعب بعض الناقلات العصبية دورًا في ظهور الأعراض.
عوامل نمط الحياة: مثل سوء التغذية، وقلة النوم، وعدم ممارسة الرياضة.

تشخيص النيورستانيا:

نظرًا لأن النيورستانيا لم تعد تشخيصًا رسميًا في العديد من الأنظمة الحديثة، فقد يقوم الأطباء بتشخيص حالات مماثلة تحت مسميات أخرى مثل متلازمة التعب المزمن (Chronic Fatigue Syndrome) أو الاضطرابات الجسدية الشكلية (Somatic Symptom Disorders) أو اضطرابات التكيف (Adjustment Disorders)، اعتمادًا على الأعراض المحددة التي يعاني منها الشخص.
عادة ما يعتمد التشخيص على تقييم شامل للأعراض والتاريخ الطبي للمريض، بالإضافة إلى استبعاد أي أسباب طبية أخرى محتملة للأعراض.

علاج النيورستانيا:

يهدف علاج النيورستانيا أو الحالات المشابهة إلى تخفيف الأعراض وتحسين نوعية حياة الشخص. قد يشمل العلاج مجموعة من التدخلات، بما في ذلك:

العلاج النفسي: مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) أو العلاج بين الأشخاص (IPT)، لمساعدة الأشخاص على تطوير استراتيجيات للتكيف مع الإجهاد والأعراض العاطفية.
الأدوية: قد يصف الأطباء أدوية لعلاج أعراض محددة مثل القلق أو الاكتئاب أو اضطرابات النوم.
تغييرات نمط الحياة:

الحصول على قسط كافٍ من النوم: محاولة الحفاظ على جدول نوم منتظم.
ممارسة الرياضة بانتظام: يمكن أن تساعد التمارين الخفيفة إلى المعتدلة في تحسين المزاج ومستويات الطاقة.
اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن: التأكد من الحصول على جميع العناصر الغذائية الأساسية.
تقنيات الاسترخاء: مثل التأمل واليوغا والتنفس العميق لتقليل التوتر.
إدارة الإجهاد: تعلم طرق صحية للتعامل مع الضغوط اليومية.

العلاج التكميلي: قد يستفيد بعض الأشخاص من علاجات مثل الوخز بالإبر أو التدليك أو العلاج بالأعشاب، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل تجربة أي من هذه العلاجات.

ملاحظة هامة:

إذا كنت تعاني من أعراض مشابهة، فمن الضروري استشارة طبيب للحصول على تقييم دقيق وخطة علاج مناسبة. يمكن للطبيب استبعاد أي حالات طبية أخرى وتقديم الدعم والتوجيه اللازمين.