منذ قديم العصور حتّى يومنا هذا، حاول ويحاول الإنسان التصرّف بأعضاء جسده وجسد غيره، من أعلى رأسه حتّى أصابع رجليه مروراً بأعضائه الجنسيّة، مدّاً أو ضغطاً أو وشماً أو كيّاً أو شقّاً أو ثقباً أو بتراً.
بعض تلك التصرّفات تؤثّر بصورة مؤقّتة مثل قص الأظافر وقص الشعر التي تطول مع الوقت.
ومنها ما يؤثّر بصورة دائمة مثل الوشم وثقب الأذن والأنف والكي.
وقد قدّم عالم الطب النفسي «فافاتزا» عرضاً موسّعاً لكل أنواع البتر الجنونيّة الفرديّة والجماعيّة التي تمس الجسد يمكن أن يرجع إليه من يرغب في مزيد من غرائب العادات والتصرّفات الإنسانيّة.
وقد حظيت الأعضاء الجنسيّة بنصيب كبير من نكد الإنسان على نفسه.
لا بل إن هناك من يرى في كل عمليّات البتر والتشويه الأخرى علاقة رمزية بالجنس.
وبالإضافة إلى الختان، نجد بين بعض القبائل في أيّامنا عادات مختلفة متّصلة بالأعضاء الجنسيّة للذكر والأنثى.
فهناك من يثقب حشفة الذكر ويمرّر بها ريشة أو خشبة.
ومنهم من يضع فوق ذكره غمداً كغمد السيف يصل إلى خصره.
ومنهم من يعقد غلفته فوق الحشفة حتّى يرجع هذه الأخيرة إلى كيس الصفن (جلد الخصيتين).
ومنهم من يشق مجرى البول عند الذكر ويعمل فيه فتحة تشبه فتحة الرحم.
ومنهم من يطيل شفري الرحم حتّى سبعة سنتمترات.
ومنهم من يشق غشاء البكارة بشرش نبات المنيهوت أو بقرن كبش.
ومنهم من يُوكِل لجيش من النمل مُهمّة قرض البظر والشفرين.
والأسباب وراء تلك التصرّفات مختلفة ومتناقضة.
فبعض تلك التصرّفات تدخل ضمن أساليب التجميل بينما يعتبرها الآخرون غاية في التبشيع.
وبعض التصرّفات تقع ضمن أنواع القصاص كما نرى في بعض الدول التي تبتر اليد أو الرجل في حال السرقة.
وهناك من يرى في بعض تلك التصرّفات أسلوباً لمعالجة بعض الأمراض الجسديّة، مثل الكي أو فصد الأذن.
ويرجع بعض علماء النفس تلك العادات إلى خلل عقلي عند شخص قد يتحوّل إلى عدوى جماعيّة إذا كان لذاك الشخص هيبة.
والخصي كان يستعمل لحرمان الأعداء أو العبيد من التناسل.
وهناك من كان يعتبره وسيلة للتقرّب من الله، وغيرهم اعتبره أسلوباً للحفاظ على أصوات عالية لجوقات الكنيسة.
وفي كتابنا هذا سوف نتوقّف عند نوع واحد من أنواع التعدّي على الأعضاء الجنسيّة وهو ختان الذكور والإناث الذي يعتبر من ظواهر المساس بسلامة الجسد الأكثر غموضاً والأوسع انتشاراً.
التسميات
ختان