انتشار الاكتئاب في المجتمعات: دراسة شاملة حول معدلات الإصابة، الفئات الأكثر عرضة، والعوامل المرتبطة به

الاكتئاب والأمراض النفسية:

يُعتبر الاكتئاب من أكثر الأمراض النفسية شيوعًا في عالمنا اليوم، حيث يُؤثّر على ملايين الأشخاص من مُختلف الأعمار والخلفيات. لا يقتصر الأمر على الشعور بالحزن فحسب، بل يتعداه ليُؤثّر على طريقة التفكير والسلوك والحياة اليومية بشكل عام. تُسلّط هذه المقالة الضوء على انتشار الاكتئاب بين الفئات المُختلفة، والعوامل المُساهمة في ظهوره، وأهمية الوعي به كخطوة أولى نحو العلاج والتعافي.

انتشار الاكتئاب:

  • مرض شائع: يُعتبر الاكتئاب من الأمراض الشائعة جدًا، حيث يُقدّر انتشاره بعشرة أضعاف انتشار مرض الفصام. هذا يُشير إلى أن الاكتئاب يُصيب شريحة واسعة من المجتمع، ما يُؤكد أهمية الوعي به.
  • نسبة الإصابة: تُصيب الاضطرابات المزاجية ما بين 5 إلى 10% من الأفراد في المجتمع، وهذا يعني أن نسبة كبيرة من الناس يُمكن أن تُعاني من شكل من أشكال الاضطرابات المزاجية، والاكتئاب هو أحد أبرزها. يُقدّر أيضًا أن ما بين 10 إلى 30% من البالغين سيُصابون بالاكتئاب في مرحلة ما من حياتهم، ما يُؤكد أن الاكتئاب ليس حالة نادرة، بل هو تجربة يُمكن أن يمر بها الكثيرون.

الفئات العمرية:

  • يُصيب جميع الأعمار: يُمكن أن يحدث الاكتئاب في أي مرحلة عمرية، من الطفولة إلى الشيخوخة. ومع ذلك، فإن أغلبية المُصابين بالاكتئاب يكونون في الأربعينيات من العمر.
  • متوسط العمر في الاضطراب ثنائي القطب: يختلف متوسط العمر عند الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب (الذي يتضمن فترات من الاكتئاب والهوس) حيث يكون متوسط العمر 30 سنة، وهو أصغر من متوسط العمر عند الإصابة بالاكتئاب الأحادي القطب.

الإصابة بالاكتئاب بين الذكور والإناث:

  • انتشار أوسع بين الإناث: تُشير الدراسات إلى أن نسبة انتشار الاكتئاب بين الإناث تُعادل ضعف نسبته بين الذكور. هذا لا يعني بالضرورة أن الذكور أقل عرضة للاكتئاب، بل قد يُعزى ذلك إلى عوامل أخرى، مثل:
  • طلب المساعدة: قد تكون الإناث أكثر ميلًا لطلب المساعدة والعلاج النفسي مقارنة بالذكور، ما يُؤدي إلى تشخيص حالات أكثر بينهن.
  • التعبير الانفعالي: قد يكون التعبير عن المشاعر الانفعالية، بما في ذلك الحزن والاكتئاب، أكثر قبولًا اجتماعيًا لدى الإناث، ما يُسهل عملية التشخيص.
  • أنواع الاكتئاب: تُعتبر الإناث أكثر عرضة للإصابة بالسوداوية المعتدلة والاضطراب العاطفي الموسمي مقارنة بالذكور. بينما لا يختلف انتشار الاضطراب الهوسي الاكتئابي (الاضطراب ثنائي القطب) بين الجنسين.

الوراثة والقرابة:

  • التأثير الوراثي: تلعب الوراثة دورًا هامًا في زيادة خطر الإصابة بالاضطرابات المزاجية، حيث تزداد نسبة حدوثها بين أقارب المُصابين، خاصةً أقارب الدرجة الأولى (الآباء، الأبناء، الأشقاء). هذا يُشير إلى وجود استعداد وراثي يُمكن أن يُساهم في تطور المرض.

محاولات الانتحار:

  • الاكتئاب والانتحار: يُعتبر الاكتئاب من أهم أسباب محاولات الانتحار الناجحة. تُشير الإحصائيات إلى أن ما بين 50 إلى 70% من الأشخاص الذين انتحروا كانوا يُعانون من الاكتئاب. هذا يُؤكد على خطورة الاكتئاب وأهمية التدخل العلاجي لمنع حدوث هذه المآسي.
  • المرضى الهوسيون والمسؤولية القانونية: يُعتبر المرضى الهوسيون (المُصابون بالهوس كجزء من الاضطراب ثنائي القطب) من أكثر المرضى الذين يترتب على سلوكهم خلفيات طب نفسية شرعية. هذا يُشير إلى أن الهوس، بما يُصاحبه من سلوكيات اندفاعية وغير مسؤولة، قد يُؤدي إلى مشاكل قانونية.

الخلاصة:

يُعتبر الاكتئاب مرضًا شائعًا يُصيب مختلف الفئات العمرية، مع انتشار أوسع بين الإناث. تلعب الوراثة دورًا في زيادة خطر الإصابة، ويُعتبر الاكتئاب من أهم عوامل خطر الانتحار. من الضروري زيادة الوعي حول الاكتئاب وأهمية طلب المساعدة المتخصصة عند الحاجة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال