الفروق بين الخوف العادي والخوف المرضي.. خوف شاذ ودائم ومتكرر ومتضخم مما لا يخيف في العادة، ولا يعرف المريض له سببا

الخوف العادي غريزة، وهو حالة يحسها كل إنسان في حياته العادية حين يخاف مما يخيف فعلا، مثل حيوان مفترس حين يشعر باقترابه ينفعل ويخاف ويقلق ويسلك سلوكا ضروريا للمحافظة على الحياة هو الهرب.
فالخوف العادي إذن هو خوف موضوعي أو حقيقي (من خطر حقيقي).
أما الخوف المرضي فهو خوف شاذ ودائم ومتكرر ومتضخم مما لا يخيف في العادة، ولا يعرف المريض له سببا، وقد يكون الخواف عاما غير محدد، وهميا أو غير حسي، كالخوف من الأماكن المفتوحة Agoraphobia، ويبدو في خوف المريض، من البقاء في أماكن مفتوحة، فإذا ما دخل منزلا لا يستريح إلا إذا أغلق الباب، وإذا جلس في غرفة يظل قلقا حتى تغلق منافذها، وإذا سار في الشارع أو خرج إلى الأماكن الفسيحة انتابه الفزع والضيق ..الخ.
وكما أن هناك مرضى يخافون من الأماكن المفتوحة، هناك أيضا مرضى على عكسهم تماما مصابون بالخوف من الأماكن المغلقة Claustrophobia، فلا تكاد تغلق باب الغرفة التي يجلسون فيها حتى يصاب الفرد منهم بالخوف والفزع ، ويظل في هذه الحالة حتى يخرج من الغرفة أو تفتح منافذها.
وعموما، فإن المواقف أو الأشياء أو الموضوعات التي تستثير الخوف لدى مرضى الفوبيات كثيرة لا يمكن حصرها: من أمثلة الخوف المرضي من الأماكن المرتفعة Acrophobia، والخوف المرضي من منظر الدم Hematophobia، والخوف المرضي من نوع من الحيوانات كالقط والدجاجة.. الخ.
ولكل مريض بالفوبيا موقف معين أو موضوع معين أو أكثر هو الذي يخيفه، ولا يظهر عليه الفزع والقلق والضيق إلا إذا ظهر موضوع خوفه أمامه، بحيث يظل المريض بالفوبيا عاديا لا تظهر عليه أعراض المرض إلا في حالة ظهور موضوع خوفه.
هذا وتختلف درجة الخوف المرضي من مريض بالفوبيا لآخر، فالبعض يظهر عليه الخوف والفزع الشديدان إذا ظهر موضوع خوفه بينما البعض يكون أقل خوفا وفزعا إذا ظهر موضوع خوفه.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال