الحمى القلاعية: نظرة شاملة على المرض الفيروسي الذي يصيب الحيوانات ذات الظلف المشقوق، من المسبب والأعراض إلى التشخيص والعلاج والوقاية

ما هي الحمى القلاعية؟

الحمى القلاعية مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الحيوانات ذات الظلف المشقوق، مثل الأبقار والأغنام والماعز والجاموس والخنازير. نادرًا ما تصاب الجمال بالمرض، وقد تكون الإصابة بها بسيطة.

الفيروس المسبب للمرض:

ينتمي فيروس الحمى القلاعية إلى عائلة بيكورنا (Picornaviridae). يُعرف منه سبعة أنواع، لكل منها عدة أنماط فرعية:
  • الصنف "O": عرف أولاً في فرنسا.
  • الصنف "A": في ألمانيا.
  • الصنف C.
  • الصنف (آسيا - 1): في جنوب شرق آسيا.
  • الأصناف (Sat - 1) و (Sat - 2) و (Sat -3): في أفريقيا.
يتميز الفيروس بقدرته على تغيير تركيبه الوراثي من حين لآخر، مما يؤدي إلى ظهور عترات شديدة الضراوة في الحيوانات. كما أن المناعة التي تتكون ضد أحد الأنواع أو الأنماط الفرعية لا تحمي الحيوان من الأنواع أو الأنماط الأخرى.

الأعراض:

  • تتراوح فترة حضانة المرض من 2 إلى 8 أيام. تشمل الأعراض ارتفاع درجة حرارة الحيوان وظهور حويصلات مملوءة بسائل صافٍ في الفم وعلى اللسان وبين الأظلاف وعلى حلمات الضرع.
  • تشمل الأعراض الأخرى زيادة إفراز اللعاب وسيلانه بغزارة على الأرض، وظهور تقرحات ملتهبة ومتعفنة مكان الحويصلات بعد انفجارها، وفقدان الشهية والعرج وقلة الحركة ونقص في إنتاج الحليب.
  • قد تصل نسبة النفوق إلى 30-50٪ في الحيوانات الصغيرة، وتقل في الحيوانات الكبيرة إلى 5٪ أو أقل.

التشخيص:

يعتمد التشخيص على الأعراض الظاهرية، ويمكن تأكيده بالفحوصات المعملية التي تكشف عن وجود الفيروس أو الأجسام المضادة له في دم الحيوان.

العلاج:

لا يوجد علاج محدد للحمى القلاعية، ويعتمد العلاج على تخفيف الأعراض ومنع المضاعفات. يجب عزل الحيوانات المصابة لمنع انتشار المرض، وتطهير الحظائر والأدوات المستخدمة.

الوقاية:

أفضل طريقة للوقاية من الحمى القلاعية هي التطعيم الدوري للحيوانات السليمة. يجب استشارة الطبيب البيطري لتحديد نوع اللقاح المناسب وجدول التطعيم.

معلومات إضافية:

الحمى القلاعية مرض شديد الخطورة على الثروة الحيوانية، ويتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة. يجب على مربي الحيوانات اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للوقاية من المرض ومكافحته.

إجراءات مكافحة المرض والحد من انتشاره:

  • الحجر الصحي: عزل الحيوانات المصابة ومنعها من الاختلاط بالحيوانات السليمة.
  • التطهير: تطهير الحظائر والأدوات المستخدمة بمطهرات فعالة ضد الفيروس.
  • التطعيم: تطعيم الحيوانات السليمة بلقاح مناسب للوقاية من المرض.
  • المراقبة: مراقبة الحيوانات بشكل دوري للكشف المبكر عن أي أعراض للمرض.
  • التبليغ: الإبلاغ الفوري عن أي حالات اشتباه بالإصابة بالمرض إلى السلطات البيطرية المختصة.
  • التوعية: توعية مربي الحيوانات بأهمية الوقاية من المرض واتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحته.

تأثير المرض على الإنسان:

لا يعتبر مرض الحمى القلاعية من الأمراض التي تصيب الإنسان عادةً، ولكن في حالات نادرة جدًا، قد يصاب الإنسان بالمرض عن طريق الاتصال المباشر بالحيوانات المصابة أو عن طريق تناول منتجات حيوانية ملوثة بالفيروس.
تشمل الأعراض التي قد تظهر على الإنسان في هذه الحالات:
  • حمى.
  • صداع.
  • آلام في العضلات.
  • طفح جلدي يشبه الطفح الناتج عن الإصابة بفيروس كوكساكي.
  • عادةً ما تكون الأعراض خفيفة وتزول من تلقاء نفسها خلال فترة قصيرة.

الأهمية الاقتصادية للمرض:

تتسبب الحمى القلاعية في خسائر اقتصادية كبيرة، وذلك بسبب:
  • انخفاض إنتاج الحليب واللحوم.
  • زيادة تكاليف العلاج والوقاية.
  • قيود على التجارة الدولية للحيوانات ومنتجاتها.
  • خسائر في الإنتاج الحيواني بشكل عام.
لذلك، فإن مكافحة هذا المرض والحد من انتشاره يعتبر أمرًا ضروريًا للحفاظ على الثروة الحيوانية والاقتصاد الوطني.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال