تعريف الوسواس.. وجود تصور أو طقوس حركية أو دورية أو فكرة تراود المريض وتعاوده أو تلازمه دون أن يستطيع طردها أو التخلص منها

الوسواس مرض نفسي يتميز بوجود تصور أو طقوس حركية أو دورية أو فكرة تراود المريض وتعاوده أو تلازمه دون أن يستطيع طردها أو التخلص منها بالرغم من شعوره وإدراكه لغرابتها وعدم واقعيتها أو جدواها.
بل إن المريض يبذل من طاقته الكثير لمحاولة درء مثل هذه الأفكار عن ذهنه، حتى يصبح شاغله الشاغل هو القضاء عليها واستبعادها.
أنا باستخدام منطقة في إقناع نفسه بعدم واقعية أو جدوى الفكرة، وآنا آخر باللجوء إلى الآخرين لإقناعه بذلك.
فقد تكون هذه الفكرة فكرة عامة، غير ذات أهمية إطلاقا للمريض، مثل التفكير فيما إذا كانت البيضة، وجدت قبل الدجاجة، أم العكس.
وقد تكون لها أهمية عاطفية، مثل التفكير في وفاه أحد الأقارب.
وأحيانا تكون الفكرة مرتبطة بحادث يهم المريض ولكنها لا تتفق مع واقعه وحقائق الأشياء مثل تفكير طالب ما فيما إذا كانت نتيجة امتحان العام السابق نتيجة صحيحة أم لا، وذلك رغم انتقاله إلى السنة الدراسية التالية، ورغم أنه يحاول إبعاد هذه الفكرة عبثا.
إذن فلا غرابة إذن أن تظهر على المريض الوسواسي أعراض الإرهاق والتعب لكثرة ما يبذل من طاقة في الوسواس وفي مقاومته.  
أما الفكرة الوسواسية التي تشغل بال المريض فقد تظل هي نفسها دون تغيير، أو قد تختفي لتحل محلها فكرة أخرى لتختفي حتى تعود الفكرة الأولى أو تحل ثالثة محلها، كما قد تجتمع أكثر من فكرة وسواسية في نفس الوقت.
والأفكار الوسواسية كثيرة يصعب حصرها، فهذا مريض تلح عليه فكرة أن كل أفراد الجنس الآخر ينظرون إليه نظرات جنسية، وآخر تلح عليه فكرة أن الآخرين من الجنس الآخر يفسرون نظراته على أنها جنسية صرفة، ويبدو لذلك مرتبكا في حضرتهم وخجولا، وثالث عليه فكرة أنه شخص فاشل لا يصلح لشيء.. الخ.
وعندما تحدثنا عن مظاهر الأمراض النفسية ذكرنا كمثل على اضطراب التفكير وسواس أم عند خروج ابنها.
وبطبيعة الحال، فإن الإقناع المنطقي يفشل في علاج المريض الوسواسي، طالما أن هذه الأفكار لم تأت نتيجة منطقيتها، بل إنها تعتنق بالرغم من مخالفتها للمنطق وللواقع معا.
فالوسواس والقهر أو الحواز عادة متلازمان كأنهما وجهان لعملة واحدة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال