الأسلوب العلمي لأحمد بن محمد البلدي.. العناية بالأم الحامل والولادة بجانب العناية بالطفل من الناحية الجسمية والنفسية والتربوية

يستطيع القارئ لنصوص كتابه أن يتلمس مذهبه في طريق البحث العلمي بوضوح فهو يضع في بداية الكتاب الأساس الفلسفي لطريقته في المعالجة والتدبير والتأليف. كما وأن المتتبع لأقواله يخرج بنتيجة حتمية على أنه كان يسير على نمط قريب من الطريقة العلمية الحديثة وخط سيره هذا كان مبنياً على أسس رصينة هي:
1- التحصيل النظري: استشهد البلدي كثيراً بأقوال السابقين ونقل عن أغلبهم مدللاً على سعة إطلاعه واستيعابه الواعي وتفهمه الكامل لكل المصادر المتوفرة في زمانه وبذلك أصبح كتابه خير مرجع لمن يريد أن يعرف ما كتبه السابقون في هذا الموضوع ممن فقدت كتبهم الأصلية مثل روفس الأفسيس.
وللبلدي في النقل صفات لابد من التوقف عندها فالأمانة العلمية صفة بارزة لديه فلا نجده يذكر قولاً لأحد إلاّ ويذكر صاحبه مع الإقرار بفضله. وبجانب ذلك يلاحظ عدم تقيده بآراء السابقين حرفياّ، حيث نعثر في مواضع مختلفة نقداً لجالينوس أو مخالفة لرأي أبقراط.
2- المنـهـج التجـريـبـي: إن من حق البلدي علينا أن نسجل له بالإعجاب منهجاً تجريبياً اعتمد العناصر الأساسية للبحث العلمي والتي هي: الاستقراء والقياس والمشاهدة أو التجربة والتمثيل.
3- المنهـج التصنيفـي: ومنهجه في التأليف شمل، تعريف الألفاظ والكلمات تعريفاَ دقيقاَ، ثم تصنيف الكتاب تصنيفاَ علمياَ ، وأخيراً عدم الإطالة والتكرار.
4- الشمولية في الموضوع: إن كتاب البلدي يعتبر في نظرنا أكمل وأشمل ما كتب من قبل الأطباء العرب في هذا الحقل، لاحتوائه على مسألة العناية بالأم الحامل والولادة بجانب العناية بالطفل من الناحية الجسمية والنفسية والتربوية، وكذلك لاحتوائه أمراضاً لم يذكرها غيره من الأطباء العرب وغير العرب الذين سبقوه.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال