العلاج الثلاثي لمرض الأيدز.. منع تكاثر الفيروس والقضاء على الأمراض الإنتهازية. إيقاف أنزيم الناسخة العكسية والبروتياز

في سنة 1986 تم اكتشاف دواء يمنع تكاثر الفيروس سمي بـ:AZT، ثم بعد ذلك اكتشفت أدوية أخرى تعمل على تحقيق نفس الهدف وإن كانت أقل فعالية من الدواء السابق، وهي: DDI وDDC وD4T و3T.
لكن ونظرا لكون هذه الأدوية تخلق آثارا جانبية سلبية على جسم الإنسان (تسممات بعض الخلايا، إعاقة عمل الصفائح الدموية المسببة في منع تخثر الدم...)، كما أنها أصبحت غير ذي فعالية، فقد قام العلماء باكتشاف دواء يتميز بالملاءمة بين وداءين أطلقوا عليه إسم: BITHÉRAPIE (العلاج الثنائي)، الذي أبان عن فعالية كبيرة في إيقاف تكاثر الفيروس، مما دفع بهم إلى الملاءمة بين ثلاثة أدوية واستخراج دواء واحد أسموه بـ: TRITHÉRAPIE (العلاج الثلاثي).
ويعتبر العلاج الثلاثي TRITHÉRAPIE حاليا العلاج الأكثر انتشارا في العالم والأكثر فعالية ليس في القضاء على الفيروس، بل فقط في منع تكاثره والقضاء على الأمراض الإنتهازية، والتحكم في المرض، وذلك بتوجيهه ضربتين للفيروس، الأولى عند ولوجه لخلية T4 (بإيقافه لأنزيم الناسخة العكسية Enzyme Transcriptase Inverse الذي يمكن الفيروس من التكاثر)، والثانية عند استكماله للتكوين (بإيقافه لأنزيم البروتياز Enzyme Protéase الذي يمكن الفيروس من إكمال تكوينه)، حيث يصبح المصاب بفضله مجرد حامل للفيروس وليس مريضا بالسيدا.
ومع ذلك يمكن القول إن إتباع العلاج الثلاثي بكيفية منتظمة يعتبر عسيرا، ليس فقط بسبب المضاعفات الكثيرة والجانبية التي تصاحبه، بل أيضا لأن المريض يكون محكوما عليه بمواصلة هذا العلاج طيلة حياته وبشكل يومي، وهو ما يعتبر صعبا نظرا لتعقيد التركيبة العلمية الواجب توافرها فيه، والتكاليف الباهظة التي يتطلبها.
لذلك تبقى الوقاية هي أفضل وسيلة لمواجهة مرض السيدا والقضاء عليه، وكما قالوا قديما: "الوقاية خير من العلاج".
أحدث أقدم

نموذج الاتصال