الفصام الحاد.. أعراض حادة وفجائية الظهور وقد يشفى من المريض تماما أو ينتكس تكرارا

الفصام الحاد
Acute Schizophrenia

وتكون أعراضه حادة وفجائية الظهور، وقد يشفى منه المريض تماما، ربما في غضون بضعة أسابيع، أو قد ينتكس تكرارا.

وغالبا ما يتقدم المرض إلى شكل كلاسيكي.
وفيما يلي حالة تدل على خصائص هذا النوع:

طالب في السنة الثانية الثانوية، عمره (16سنة)، وقد كان طالبا ممتازا، لم تقل تقديراته عن ( 90%) في السنوات السابقة، وقد كان أخوه مصابا بانفصام منذ سنوات، كما أدخل ابن عمه مستشفى الأمراض العقلية، وخرج بعد ثلاثة شهور، ولم يكمل تعليمه، وقد بدأ المريض منذ شهرين في الانزواء، وسؤال أخيه عن أعراض مرضه السابق وما تبقى منها، ثم أحس بعد هذا السؤال بالتغير التدريجي واحتمال أن يصاب بمثل هذه الأعراض.. كما أحس بعدم القدرة على الاستيعاب والخلط في الأفكار "أنا كنت أحس إن أفكاري ملخبطة.. أي كلام".

وذات يوم -بعد هذا التدرج- حضر الامتحان، فلم يكتب حرفا وترك الورقة خالية بدون مبرر ظاهر، ولم يستطع أن يفسر ذلك فيما بعد، وخاصة أنه كان مستعدا مثل كل عام.. ثم دخل بعد ذلك في حالة من الذهول.. وحضر للمستشفى وهو لا يستطيع أن يرد على الأسئلة، وحين جاء ذكر رقم ما (7) قال هو: واحد وواحد وواحد وواحد.. ولم يتوقف، وحين كان يترك وحده حتى دون رقيب، كان يهمهم بكلمات غير مفهومة، وأثناء النقاش كان يرد على إجابات أخرى، أو يستمر في الإجابة السابقة دون أن يدرك أن سؤالا جديدا قد طرح عليه، وكان يبتسم وحده بلا سبب، وإذا ترك في حجرة مظلمة فإنه يظل فيها صامتا ساعات وساعات..

وقد تبين في تاريخه أنه أصيب بعدة نوبات تجوال في العام السابق، مما جعل الشك يدور حول احتمال كون هذه النوبة نوبة هستيرية.. إلا أن التفكير العياني الواضح والتفكك مع وجود شخصية شيزويدية سابقة ممتازة في التحصيل الدراسي، ووجود تاريخ أسري إيجابي جدا للفصام، جعلنا نرجح في النهاية أنها نوبة فصام حاد غير متميز..

وقد أعطي جرعة كبيرة من عقاقير الفينوثيازين ثم جلسة كهربائية واحدة، مع وجود علاقة عاطفية وثيقة، حيث استطاع المعالج أن يشعره بالتقبل والحماية والحزم منذ البداية، كل ذلك جعل النوبة تزول خلال أيام.. إلا أنه لم يرجع أبدا إلى مستواه التحصيلي كما كان من قبل، ولا إلى تفاعله العاطفي لما قبل هذه النوبة".
أحدث أقدم

نموذج الاتصال