تحاول الكثير من الأبحاث الطبية النفسية أن تركز على فهم هذا الجانب من أسباب الأمراض النفسية.
ومن المعروف أن الجملة العصبية والدماغ خاصة يعمل من خلال مواد كيماوية تصنع داخل الخلايا، وتمر عبر هذه الخلايا لتنقل الأثر من خلية لأخرى مجاورة.
تطلق الخلية العصبية بعض هذه النواقل العصبية لتذهب وتؤثر بدورها على مستقبلات كيماوية خاصة متواجدة على سطح الخلية العصبية المجاورة، وبذلك تنتقل "الأوامر" العصبية عبر الجملة العصبية.
وغير معروف بدقة عدد هذه النواقل إلا أن هناك العشرات منها.
وكل واحد له دوره وتأثيره الخاص المثير أو المهدئ للخلية العصبية.
وتؤثر هذه النواقل في بعضها البعض، إما معدلة أو مثيرة، بحيث يكون الأثر النهائي عبارة عن مجموع ومحصلة تدخل عدد من هذه النواقل العصبية.
ولهذه النواقل دور كبير في وظيفة العواطف والمشاعر والتفكير والنوم والحركة والشهية للطعام والرغبة الجنسية، وغيرها من الأنشطة والفعاليات.
ويعتقد أن خللا في بعض وظائف هذه النواقل يتدخل مباشرة في إحداث بعض الأمراض النفسية، فالزيادة أو النقصان في كمية هذه النواقل، أو بشكل أدق اضطراب التوازن بين بعض النواقل يؤثر بشكل مباشر في الحالة العقلية والنفسية للإنسان.
وكثير من الأدوية التي تستعمل في معالجة الأمراض النفسية تفيد علاجا عن طريق التأثير في النواقل العصبية هذه، مفعلة أو معطلة لها، وبذلك تعدل الحالة النفسية للمريض.
ومازال هذا الجانب من الطب النفسي يتوقع الاكتشافات الكثيرة خلال السنوات القادمة.
التسميات
أسباب الأمراض النفسية والعقلية