إن للسنوات الأولى في حياة الإنسان أثر كبير في مستقبل حياته، وخاصة التجارب والعوامل السلبية التي يمر بها.
ومن هذه الظروف السلبية والتي قد تضر في نمو الإنسان طبيعة الحياة الأسرية المضطربة وخاصة التي تنعدم فيها العاطفة والحنان، أو التي تكبت الطفل فلا تتيح له مجالا للتعبير عن مشاعره، أو عدم رضاه عن أمر من الأمور.
فالبيئة الفقيرة سواء ماديا أو معنويا أو عاطفيا قد تؤثر في نمو بعض الأطفال، بينما قد يوجد عند البعض الآخر عوامل ثانية معاوضة عن هذا الفقر بحيث لا تظهر عندهم في النهاية النتائج السلبية لهذا العوز في نموهم الاجتماعي والعاطفي.
ولم تقدم الدراسات في هذا الجانب حتى الآن دلائل على أن جوانب معينة في حياة الطفل تسبب مباشرة مرضا نفسيا محددا، وإن كان هناك تخمينات كثيرة متعددة.
وهذا هو أحد أسباب شعور الوالدين عادة بالذنب الشديد، والذي قد لا مبرر له، عندما يصاب أحد أولادها بمرض نفسي كالفصام مثلا.
وهناك بعض الدلائل وإن كانت غير قطعية بأن وفاة والدة الطفل في هذه المرحلة المبكرة من حياته قد يكون لها أثر قي زيادة احتمال تعرض هذا الطفل للإصابة بالاكتئاب في قابل أيامه ومن الأمور التي تتعدد فيها الآراء بين الاختصاصيين هي لأي حد تعتبر تنشئة الطفل مسئولة عن إحداث الأمراض النفسية في المراحل المتقدمة من العمر.
ومع ذلك يمكن أن نقول وبشيء من الثقة، أن التطور العاطفي للطفل، والأسلوب الذي تعلمه من ردود أفعاله تجاه ظروف الحياة لهما أثر كبير في صياغة طبيعة الاستجابة لديه تجاه الأزمات الشديدة في مستقبل حياته.
التسميات
أسباب الأمراض النفسية والعقلية