كؤوس الحجامة.. تبديد الركودة الدموية ومعالجة السل الرئوي والأمراض المشابهة والصداع الناجم عن البرد والدوار والآلام البطنية وأوجاع المفاصل

كؤوس الحجامة:

مع تطور الكؤوس تطورت أيضاً التطبيقات السريرية للحجامة وكذا مع تنوع الثقافات التي هيات الحجامة لتكون آلية ممتازة لحفظ الصحة.
ويبدو أن الصينيين هم الذين وسعوا الانتفاع بالحجامة.
وترى أنيتا شانون أن أول تقرير طبي علمي كتب عام 28 م فيه مقولة صينية مفادها أن المعالجة بوخز الإبر مع الحجامة تشفيان أكثر من نصف أمراض البشر.

تبديد الركودة الدموية:

وتوضح معطيات الطب الصيني أن الحجامة تبدد الركودة الدموية، والتي بسببها تعمل مؤثرات خارجية تدخل العضوية في حالات مرضية مختلفة.
جي هونغ (عام 340م) أول من وصف في كتابه "وصفات الطوارئ" الحجامة وقررها كعلاج إسعافي واستعمل لها القرون الحيوانية.
وفي كتاب Tang Dynasty  وصفت الحجامة لمعالجة السل الرئوي والأمراض المشابهة.
بعد ذلك تحدث Zhao Xuemin عن أهمية الحجامة باستعمال محاجم مسخنة بحرق قطعة من الصوف فيها تصنع من الخشب أو الخزف ويصفها لمعالجة الصداع الناجم عن البرد، والدوار، والآلام البطنية وأوجاع المفاصل.

علاج حالات مرضية:

وهناك نصوص من طب الفراعنة تؤكد استعمالهم للحجامة في معالجة حالات مرضية متعددة كالحمى والآلام والدوار واضطراب الطمث وضعف الشهية من أجل تعجيل شفائهم.
ومن عند المصريين انطلقت الحجامة إلى اليونانيين ومنهم انتقلت إلى الشعوب الأوربية وحتى إلى الأمريكيين.

تبيغ الدم:

كما أثبتت المصادر التاريخية معرفة العرب في جاهليتهم للحجامة، وقد أقر النبي (ص) قومه على الانتفاع بهذه الطريقة العلاجية، بل واستخدمها النبي (ص) للوقاية من العديد من الأمراض كتبيغ الدم ولمعالجة بعضها الآخر، كما سنجد ذلك مفصلاً في فصول قادمة من هذا الكتاب.

حجامة الثديين:

ومنذ مطلع القرن التاسع عشر ظهرت أوراق بحث تفيد تطبيق الأطباء الأوربيين والأمريكيين للحجامة في الممارسة العملية.
كما أثمرت جهود التعاون بين الأطباء السوفيت والصينين عن نتائج طيبة في التطبيقات السريرية للحجامة وأصبحت من المعالجات الأساسية هناك حيث تجدها مطبقة في معظم مشافي الصين.
كما أن حجامة الثديين أصبحت تمارس لمعالجة الأثداء الملتهبة وفي اضطرابات الرضاعة حيث طبقت ممصات الثدي العائلية Breast Pumb.

تطور تقنية الحجامة:

وفي أواخر القرن العشرين دخلت تطورات مهمة على تقنية الحجامة، إذ ظهرت نوعيات من الكؤوس مجهزة  بمضخات يدوية عوضاً عن استعمال النار في تفريغ الهواء، حيث يوجد لها مدك وصمام يتم غلقه أثناء سحب المدكّ، ثم يعاد فتحه بعد الانتهاء من عمل الحجامة، فيتسلل الهواء إلى داخل الكأس، ويمكن بذلك رفعه بسهولة ثم ظهرت بعد ذلك محاجم مزودة بمضخات كهربائية لتفريغ الهواء.
وفي تحقيقه لكتاب "الطب من الكتاب والسنة" كتب د. عبد المعطي قلعجي مؤكداً أنه حتى عام 1960 لم تكن تصدر مجلة طبية أو كتاب في علم وظائف الأعضاء أو العلاج إلا وللحجامة فيه ذكر وفوائد وآلات.
وذكر أن بعض الشركات المختصة بإنتاج الأجهزة الطبية أنتجت حقيبة خاصة لأدوات الحجامة.

علاج حالات هبوط القلب:

وفي عام 1973 وقع بيدي كتاب عن علاج الروماتيزم والتهاب المفاصل لمؤلفه د.فورستر لنغ فوجدته يشير إلى الحجامة كمخفف للآلام الرثوية الشديدة.
وفي عام 1975 ذكرها الأستاذ زكي سويدان في آخر طبعة من كتابه "التمريض والإسعاف" القاهرة، حيث ذكر مواضع الحجامة وأنها وسيلة ناجحة لعلاج حالات هبوط القلب المترافق مع ارتشاح في الرئتين و ببعض أمراض القلب وآلام المفاصل.
وفي عام 1978 ذكر الحجامة د.عبد العظيم رفعت أستاذ الجراحة في جامعة القاهرة في كتابه Surgery كطريقة لمعالجة عسر التبول الناتجة عن التهاب الكليتين و تطبق الحجامة هنا على الخاصرة.

انعدام المضاعفات الجانبية:

يدل هذا على أن الطب إن أغفل الحجامة في مطلع القرن العشرين إلا أنه عاد واعتمدها كعلاج من العلاجات النافعة يتعاضد معها للوصول إلى الشفاء، ومن ناحية أخرى ترى بعض الأبحاث أن الحجامة تنفرد في معالجات تنفع فيها و تخفف الآلام و ليس لها أي مضاعفات جانبية.
يقول د.أيمن الحسيني في مقدمة كتابه عن الحجامة و الذي صدر عام 2003:
"الحجامة وسيلة علاجية قديمة جدا عادت للظهور والانتشار من جديد و أصبح تعليمها والقيام بها يستهوي كثيرا من الأطباء، بعدما أثبتت دراسات علمية في دول مختلفة من العالم فعالية هذه الوسيلة العلاجية القديمة في مداواة و تخفيف كثير من متاعبنا الصحية".
أحدث أقدم

نموذج الاتصال