فقدان الدعم والتأكيد الاجتماعي.. العزلة الاجتماعية وانعدام الأصدقاء والأقرباء من حول الإنسان لتزيد من احتمال تعرضه للأمراض النفسية

إن العزلة الاجتماعية، وانعدام الأصدقاء والأقرباء من حول الإنسان لتزيد من احتمال تعرضه للأمراض النفسية، وخاصة وقت الأزمات.

فوجود صديق أو عزيز يفتح له الإنسان قلبه، ويشرح له ما يقلقه، ويشاركه الرأي في معالجة مشكلة من المشكلات لأمر مفيد ونافع للصحة النفسية.

فشعور الإنسان بالانتماء لمجموعة معينة من الناس أمر يخفف عنه من الشعور بالعزلة والإنفراد.

وقد تحدث هذه العزلة بسبب هجرة الفرد إلى مدينة غير مدينته بعيدا عن أهله وأصدقائه، أو بالاغتراب إلى بلد لآخر، أو قد تتواجد لدى المجتمعات التي تضعف فيها العلاقات الاجتماعية والأسرية.

ولذلك فالقيم والممارسات التي تدعو وتؤكد على صلة الرحم لتفيد كثيرا في حفظ صحة المجتمع، والوقاية من الاضطرابات النفسية.

وتعمل العلاقات الحميمة الودودة كعامل وقاية ضد الآثار السلبية والصدمات الناتجة عن الحوادث المعاشية، والشيء الهام هو نوعية هذه العلاقات.

فعلى سبيل المثال إن الفرد الأعزب قد يكون أكثر عرضه للأزمات النفسية من المتزوج، ولكن زواجا غير ناجح، بما فيه من اضطرابات ومشاكل أسرية قد يكون بحد ذاته مصدرا للأزمات، بدل أن يكون سكنا ومعينا على مثل هذه الأزمات.
ولا يعرف بشكل دقيق كيف يؤثر الدعم الاجتماعي في التخفيف من التعرض للازمات النفسية.

مع أته من الواضح وجود الأثر الوقائي ولكن يجب الانتباه هنا لنفس الأمر الذي ذكر من قبل، حول صعوبة التفريق بين سبب المرض ونتائج المرض، لأنه يحتمل أن المصاب بالاكتئاب لم يكتئب لفقد أصدقائه وإنما على العكس فقد فقدهم بسبب مرضه، وبسبب أثر هذا المرض على علاقاته مع الآخرين.

ويحتمل أيضا أن يدعي هذا المكتئب بأنه لا قريب له، ولا حميم ن لا لفقدانهم حقيقة، وإنما في الواقع بسبب عاطفته المكتئبة، وأثرها على نظرته للحياة والآخرين، فهو لا يرى إلا الجوانب السلبية في حياته وحياة الآخرين.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال