الفصام الهذائي (البارانوي)
Paranoid Schizophrenia
تتضح فيه أعراض الهذاء المختلفة كالشعور بالاضطهاد أو العظمة، والمريض في هذه الحالة تجده يشكو من ظلم البيئة ومن فيها.
فهو تطارده أفكار وهمية بأن الآخرين يكيدون له، ويسميهم الحاسدين، والحاقدين والكارهين.
وعندما تسأله كيف عرف ذلك، يجيبك أنه عرفهم وعرف تربصهم به من حركاتهم، ومن إشاراتهم، ومن تلميحاتهم!
لذلك ترى المريض يصم أذنيه بيديه، اتقاء هلوسات تداهمه كل حين، ويبقى ذاهلا.
وفيما يلي حالة تدل على خصائص هذا النوع:
جندي بوليس عمره 35 سنة. جاء عن طريق البوليس، لا يشكو من شيء..، وقال مرافقه أنه يقول كلاما غريبا. ويستعلي على رؤسائه وينظر نظرات عظمة وتكبر ورفض المريض الكلام مدة طويلة.. ثم طلب مقابلة شخصية على انفراد.. ولما تم له ما أراد أخرج "نوتة" من جيبه، مكونة من ثمانين صفحة، بها دستور مرتب.. ونظام دولة متكامل، وقد بدأها بأنه حاكم العالمين رسول الله.. وأنه قسم العالم إلى القطاع الجنوبي العربي ويحكمه جمال عبد الناصر، ومركزه القاهرة، والقطاع الشمالي العربي ويحكمه فاروق فؤاد، ومركزه روما.. وكل القطاعين يأتمران بأمره مع المؤمنين وضد الكفار. ثم أصدر بعد ذلك قوانين ومذكرات تفسيرية متتالية وكان يوجهها "..إلى المراقبة العامة الإسلامية بأنحاء العالم.. "ولم يختلف هذا النداء في كل قوانينه.. ووضع بعد ذلك قائمة بأسماء حكام العالم وأصدر أمره" .. إلى الجنود عامة "بأنه إذا شطبت على اسم من هذه الأسماء فإنه يشطب بأمري من الدنيا..".
وهكذا نرى أنه بالتسليم بالفكرة الأولى تتسلسل الأفكار مرتبة، ولكنها ليست منطقية، وبتتبع الدستور نجد أنه مشوش ومضطرب رغم تناسقه الظاهري.. وباختبار تفكيره ذاته وجد أنه غامض ومفكك وأن كلامه غير مرتبط كما أن عواطفه لم تتفق مع هذه الأفكار أو حتى مع ما يحكي من أفكار عادية.
التسميات
فصام