إن التجارب المزاجية والعاطفية أثناء طفولة الإنسان لتؤثر كثيرا في صياغة شخصيته.
وهذه الشخصية قد تؤثر بدورها في طريقة استقبال الأزمات ورؤيتها، وطريقة الاستجابة والتكيف مع هذه الأزمات والصعاب.
فبعض الناس على سبيل المثال معتادون على رؤية الأحداث وحتى الصغيرة منها على أنها أزمات كبيرة وكوارث، أو إنهم يخفقون في مواجهة هذه الأحداث.
بينما يتحلى البعض الآخر برباطة الجأش والقدرة المرتفعة على التكيف مع الأحداث والأزمات دون أن تحدث اضطرابا كبيرا في استقرارهم وحياتهم النفسية.
إن الذين يصابون بالأمراض النفسية كثيرا ما يعانون من اضطراب مسبق في الشخصية، وقبل حدوث المرض النفسي، وإن كانت هذه الصلة غير واضحة تماما.
وهناك اعتقاد ان الشخصية السابقة لحدوث المرض لا تحدث المرض بحد ذاته، وإنما تحدد شكل الإصابة ونوعيتها وشدتها إن حدثت.
وهناك أشكال متعددة لاضطرابات الشخصية، وعلى سبيل المثال هناك الشخصية القلقة، والوسواسية، والعاطفية المتقلبة، والاكتئابية الحزينة، والفصامية المنطوية.
وليس بالضرورة عندما يصاب أصحاب الشخصية الوسواسية بمرض نفسي أن يكون هذا المرض هو "الوسواس القهري" بالذات، وإنما قد يأخذ شكلا آخر، بينما نجد أن أصحاب الشخصية العاطفية المتقلبة غالبا ما يتعرضون للإصابة بمرض "الاكتئاب" أو "الهوس الاكتئابي".
ففي هذه الشخصية العاطفية نجد أن الشخص دائم التقلب بين الحزن والفرح الشديدين وحتى لأقل سبب.
وهذا لا يعني أن الشخصية العاطفية هي التي قد أحدثت مرض الهوس الاكتئابي، فكل منهما يمكن أن يكون ناتجا عن عوامل أخرى مستقلة عن بعضها.
التسميات
أسباب الأمراض النفسية والعقلية