أسباب الأمراض النفسية والعقلية.. تفاعل قوى كثيرة ومتعددة ومعقدة، داخلية في الإنسان جسمية ونفسية وخارجية في البيئة مادية واجتماعية

من المعروف أن لكل شيء سببا، وأنه لا شيء يأتي من لا شيء (Nothing comes from nothing)
ومن المبادئ الرئيسية في أسباب الأمراض النفسية والعقلية مبدأ تفاعل الأسباب.

فمن النادر أن نضع أيدينا على سبب واحد، كالوراثة أو صدمة ونقول أنه السبب الوحيد لمرض نفسي بعينة أو مرض عقلي بعينه، بل تتعدد الأسباب إلى الحد الذي قد يصعب فيه الفصل بينها أو تحديد مدى أثر كل منها.

فالحياة النفسية ليست من البساطة بحيث يكون اضطرابها رهنا بسبب واحد.
وتتلخص أسباب الأمراض النفسية والعقلية في نتيجة تفاعل قوى كثيرة ومتعددة ومعقدة، داخلية في الإنسان (جسمية ونفسية)، وخارجية في البيئة (مادية واجتماعية).

لعل السؤال الأول الذي يخطر في ذهن الإنسان الذي يصاب بمرض نفسي، هو لماذا حدث هذا المرض؟
أي لماذا هذا المرض بالذات؟
وفي هذا الوقت بالذات؟
ولهذا الإنسان بعينه؟

والإجابة عن هذا السؤال ستكون في الحقيقة لا نعرف بدقة كل الأسباب المحدثة للمرض النفسي، ولنفس السبب هذا، فإننا لا نستطيع عادة التوقع الأكيد في احتمال إصابة إنسان بمرض نفسي.

إن الشيء المتفق عليه أن هناك عدة عوامل تتدخل عادة في إحداث المرض النفسي، وأن كل واحد من هذه العوامل بمفرده لا يسبب المرض هذا، ولكن تضافر هذه العوامل مجتمعة هو الذي يحدث خلل التوازن، ويسبب المرض النفسي.

ويعتقد أيضا أن نفس الاضطراب النفسي أو السلوكي قد يحدث وبسبب عوامل أخرى متنوعة من شخص لآخر.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال