الوظائف التنظيمية للكلية وأهميتها في حيوية الجسم البشري.. إفراز الهرمونات كالأريثروبيوتين والرنين

الكلى عضو لازم لاستمرارية الحياة وإذا توقفت الكليتان عن العمل فسوف تنتهي حياة المريض بعد أيام قليلة والوظيفة الرئيسية للكلى كما هو معروف هي تكوين البول بكميات مناسبة تكفي لتنقية الدم في جسم الإنسان واستخراج كل ما هو ضار بوظائفه الفيزيولوجية الأساسية ولتحقيق هذه الأغراض الحيوية تقوم مجموعة النفرونات المكونة للكليتين بعمليتين أساسيتين الأولى هي ترشيح الدم ثم يأتي بعد ذلك عملية الامتصاص لكل ما هو صالح لتغذية الجسم واستخراج كل ما هو طالح وضار بحيوية الجسم عن طريق إفراز كمية البول اليومية.
ومما هو جدير بالذكر في هذا المجال أنه إذا توقفت إحدى الكليتين عن العمل بسبب المرض أو الإصابة أو عن طريق الاستئصال الجراحي فإن الله جلت قدرته يعوض الجسم البشري عن ذلك بتضخم الكلية المتبقية وزيادة أنسجتها وكفاءتها حتى تصبح قادرة على القيام بنفس كمية العمل الذي تقوم به الكليتان مجتمعتين وتبارك الله أحسن الخالقين !!
إن أقل من مقدار الربع الواحد من نسيج إحدى الكليتين إذا بقى سليماً فإنه قادر وحده على القيام بالوظائف الأساسية التي تكفي للحفاظ على النشاط العادي والحيوية المعقولة التي يحتاجها الفرد العادي أما إذا نقص الجزء الصالح الفعال من نسيج الكلى عن هذا القدر فإن الجسم كله يمرض وتبدأ أعراض الفشل الكلوي تعلن عن نفسها، ومما يجدر ذكره أنه إذا فسد سبعة أثمان الكليتين بالمرض أو الإصابة فإن الجزء الباقي يكفي لاستمرارية الحياة العادية.
ومن الوظائف الأخرى الحيوية التي تقوم بها الكلى هي إفراز الهرمونات، تماماً كما تفعل في الجسم بقية الغدد الصماء.
وقد لاحظ العلماء منذ أمد طويل أن كل المرضى الذين يصابون بالفشل الكلوي تظهر عليهم علامات فقر الدم الشديد وبالبحث الدقيق تبين أن هذه الأنيميا الشديدة ترجع إلى توقف إنتاج الهرمون الذي يعرف الآن باسم الأريثروبيوتين الذي يصنع داخل الكلى ولا يستطيع أي جزء آخر من الجسم إنتاجه أو تصنيعه.
ومن الهرمونات الأخرى التي تقوم الكلى بتصنيعها في معاملها المحيرة القديرة أو النفرونات نذكر هرمون الرنين وهذا الهرمون أيضاً لا يفرز في أي عضو آخر في الجسم البشرى وتفرزه الكلى في أوقات المحنا التي تحدث للجسم البشرى والتي تؤدي إلى انخفاض شديد في ضغط الدم مثلما يحدث في أوقات الصدمة العصبية التي تهدد حياة الإنسان.
وفي هذه الأوقات الحرجة تفرز الكلى هذا الهرمون بغزارة شديدة وفي ثوان معدودة يجري سريانه في الدم حيث يؤدي ذلك إلى ارتفاع ملحوظ في ضغط الدم المنخفض ليعود إلى معدله الطبيعي وبذلك تزول الأزمة مؤقتاً وتستمر الحياة حتى يعالج سبب الصدمة الأساسي.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال