الخلية البدينة: الحارس الذي تحول إلى خائن، ودورها في إطلاق شرارة التفاعل التحسسي

التفاعل التحسسي: عندما يتحول الجسم إلى ساحة معركة

عندما يتعرض الشخص لمادة تسبب لديه الحساسية (المحسس) للمرة الأولى، يقوم جهاز المناعة بتعريف هذه المادة على أنها غريبة وخطيرة. في هذه المرحلة، ينتج الجهاز المناعة أجساماً مضادة خاصة تسمى IgE (إي جي إي). ترتبط هذه الأجسام المضادة بسطح خلايا تسمى الخلايا البدينة، والتي تتواجد بكثرة في الأنسجة.

ماذا يحدث عند التعرض الثاني للمحسس؟

عندما يتعرض الشخص لنفس المحسس مرة أخرى، تحدث سلسلة من التفاعلات المعقدة:
  • تشكيل الجسر: يرتبط المحسس بجزيئين من IgE ملتصقين بسطح الخلية البدينة، مما يشكل جسراً بينهما. هذا الجسر يعمل كإشارة للخلية البدينة لبدء رد الفعل التحسسي.
  • تفكك الخلية البدينة: تستجيب الخلية البدينة لهذه الإشارة عن طريق إطلاق محتوياتها من الحبيبات التي تحتوي على مواد كيميائية، مثل الهيستامين والسيروتونين. هذه المواد الكيميائية هي المسؤولة عن ظهور أعراض الحساسية، مثل العطس، والحكة، والاحمرار، والتورم.
  • تفعيل الخلايا التائية واللمفاويات البائية: بالإضافة إلى ذلك، تحفز هذه العملية الخلايا التائية، وهي نوع آخر من خلايا الجهاز المناعي، لإطلاق مواد كيميائية تسمى السيتوكينات. تعمل السيتوكينات على تحفيز الخلايا البائية لإنتاج المزيد من الأجسام المضادة IgE، مما يزيد من استعداد الجسم لتفاعل تحسسي أقوى في المستقبل.

لماذا تحدث هذه الاستجابة المبالغ فيها؟

الجهاز المناعي يبالغ في رد فعله على المحسس غير الضار، ويعتبره تهديداً خطيراً للجسم. هذا التفاعل المفرط يؤدي إلى ظهور الأعراض المزعجة للحساسية.
ببساطة، يمكن تشبيه هذه العملية بما يلي:
  • المحسس: هو مثل الغازي الذي يقتحم المدينة (الجسم).
  • الأجسام المضادة IgE: هي الجنود الذين يحرسون المدينة ويحملون لافتات "ممنوع الدخول".
  • الخلايا البدينة: هي الثكنات التي يستقر فيها الجنود.
  • تكوين الجسر: هو إشارة البدء للمعركة، حيث يلتقط الجنود الغازي ويطلقون الإنذار.
  • إطلاق المواد الكيميائية: هو بدء القصف المدفعي، حيث تطلق الثكنات المواد الكيميائية لتدمير الغازي.

نتائج هذا التفاعل:

  • أعراض الحساسية: مثل العطس، سيلان الأنف، الحكة، الطفح الجلدي، صعوبة التنفس، وفي الحالات الشديدة، الصدمة التحسسية.
  • زيادة الاستعداد للإصابة بالحساسية: كلما تعرض الشخص للمحسس، زادت حساسيته، مما يجعل رد الفعل التحسسي أقوى وأسرع.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال