لقد امتدت تطبيقات الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية إلى جميع أوجه حياتنا اليومية؛ مما يصعب معه أن تقوم دولة بمفردها بإعداد خطة تنمية اقتصادية للاستفادة من هذه الثورة الصناعية لزيادة معدلات إنتاجها القومى وبناء كفاءات بشرية واستمرارها.
ولما كانت دول الوطن العربى بما تملك من مقومات وأسس مشتركة ومبادئ وقيم دينية وأخلاقية تفرض عليها الحفاظ على شكل من أشكال التقارب والتعاون فيما بينهم لتحقيق التكامل العربى المنشود، وخصوصاً ما ينعكس على مستقبلها الاقتصادي والحضاري ووجودها بوصفها كياناً مؤثراً فى خريطة العالم المستقبلية فإن السؤال الذى يطرح نفسه الآن هو..
أين هو العالم العربي من هذا كله؟
لقد قامت بعض الدول العربية مثل مصر والسعودية والكويت والأردن وتونس والمغرب بإعداد خطط (استراتيجيات) قومية للهندسة الوراثية والتقنية الحيوية بما يوافق ظروفها المحلية.
كما قامت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم عام 1989م بتنظيم عقد المؤتمر الأول لآفاق التقنية الحيوية المتقدمة فى العالم العربى بالاشتراك مع عدد من المؤسسات والجهات العلمية العربية.
وفي عام 1991م تم إقرار دراسة عن وضع الهندسة الوراثية في العالم العربي.
لكن بعد أن فاتنا عصر الذرة والحاسوب والفضاء فإن العالم العربى مطالب بتكثيف الجهود لكي نلحق بركب الهندسة الوراثية والتقنية الحيوية، ولكي لا نظل جزءاً منعزلاً تقنياً عن العالم وعن بعضنا.
ويمكن أن يتم ذلك عن طريق تحديد أسس الاستفادة المثلى عربياً من هذه التقنية، وتحديد منطلقاتنا ومبادئنا وأبعادنا وأهدافنا وآلياتنا من أجل الاستخدام الأمثل للطاقات البشرية والإمكانات المادية والتقنية المتاحة.
ويمكن أن يتم ذلك باتباع الخطوات الآتية:
1- جمع المعلومات والبيانات عن الخبرات المكتسبة والممارسات المتبعة عالمياً فى مجال الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية وتوثيقها، وتشخيص فجوات المعرفة والإدراك، والسعي إلى بناء قاعدة علمية "عربية" لنقل المعرفة العلمية البيتكنولوجية وتوطينها، مع عدم إهمال عمليات تطوير التقنيات المحلية واستخداماتها.
2- اعتماد الميزانيات والتعجيل فى تطبيق جميع الإجراءات والتدابير الفاعلة المؤثرة.
3- إصدار القوانين والأنظمة والتشريعات اللازمة.
4- إنشاء المركز العربى للهندسة الوراثية والتقنية الحيوية.
التسميات
هندسة وراثية