تاريخ الطفرات الوراثية.. تغيرات مفاجئة في وراثة الكائن الحي. الطفرات التلقائية في الكائنات الحية. اكتشاف الشكل الحلزوني للحمض النووي وثباته الكيميائي

شاهد الإنسان حدوث الطفرات الوراثية في الكثير من الكائنات الحية، واستفاد منها أحيانا دون معرفة حقيقتها أو أسبابها.
نذكر على سبيل المثال ملاخظة مزارع أمريكي عام 1791م قصر واعوجاج أرجل أحد الحملان، وعدم استطاعة ذلك الحمل القفر عبرالأسيجة أو الركض بسرعة مما أدى إلى زيادة واضحة في وزن وصوف ذلك الحمل، دفعه ذلك إلى استخدام ذلك الحمل- عندما أصبح كبشا- لتوليد سلالة من الأغنام القصيرة الأرجل تمتاز بكثرة لحومها وغزارة صوفها.
لكن ليست جميع الطفرات المكتشفة مفيدة للإنسان بل أن بعضها يسبب إنتاج حيوانات أو نباتات ذات أمراض وراثية مستعصية تسبب خسائر اقتصادية هامة مما يستوجب القضاء عليها لمنع انتقالها إلى الأجيال التالية.
ولكن التقصي العلمي الحقيقي بالطفرات بدأ عندما أعلن العالم الهولندي "هوجود يفريز" أحد مكتشفي نظرية مندل سنة 1901م أن ملاحظاته وتجاربه على النبات أثبتت حقيقة التطور (Evolution) من خلال تغيرات مفاجئة في وراثة الكائن الحي، أطلق عليها اسم الطفرة Mutation.
ويعود الفضل في وضع نظرية الطفرات إلى العالم Devries عام 1901،.
وبعد ذلك أجريت أبحاث عديدة حول الطفرات التلقائية في الكائنات الحية، ساهمت ذبابة الخل (Drosophila melanogater) بكونها مادة علمية ممتازة لهذه الدراسات إذ تم التعرف فيها على المئات من الآليلات الطبيعية والطافرة (أليلات لون العين، قد الأجنحة، لون الجسم..).
ومع اكتشاف الشكل الحلزوني لـ DNA وثباته الكيميائي/ واكتشاف عملية تضاعفه أصبح من الواضح أن أي تغير مفاجئ أو "طفرة" تحدث أثناء عملية تكوين أو تضاعف DNA يجب أن تصحح وإلا تتفاقم الأضرار في هذه الجزيئة وبالتالي الخلية بصفة عامة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال