الأخلاق الطبية عبر الحضارات.. تحديد قسم أبقراط سلوك الطبيب وأخلاقه والمحافظة على حياته في جميع الحالات

إن الأخلاق الطيبة أمر هام وضروري لكل مجتمع يسعى لنيل حياة شريفة وآمنة، ولا بد للتطرق إلى هذا الموضوع في مثل هذا الباب ومن خلال الحديث عن التطورات الطبية والبيولوجية الحديثة والتي أبدعت مؤخرا وسائل وطرقا غريبة كحل لمشاكل مستعصية وصعبة طبياً.هذه الحلول المقترحة أو الجديدة جعلت الأطباء حائرين إزاء الموقف الذي يتوجب عليهم تبنية للتعامل مع مثل هذه المستجدات.

فعلى العاملين في مجال الطب أو البيولوجيا بلورة الموقف الصحيح المستند على الأخلاق الطبية الملائمة لمثل هذه الحالات،خاصة أن الأخلاق الطبية معتبرة منذ القدم في أكثر من حضارة.

فلقد حاول الإنسان منذ القدم أن يضع ويحدد قوانين لسلوكه ومعاملاته تهدف لحماية المجتمع من التدهور، فمثلا شريعة وحضارة "حامورابي" (ملك بابل العظيم 1200 ق.م) شملت جميع الجوانب الحياتية والطبية، فوضعت قوانين تحدد أجور الأطباء وتحمى المرضى.

وقد راعت قوانين هذه الحضارة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وكان الطبيب مسؤولا عن أي ضرر يلحق بالمريض أثناء علاجه، وكانت تراعى حالة المريض الاقتصادية لدى دفع ثمن العلاج، فالفقير يدفع اقل مما يدفعه الغني.

والحضارة "الزرادشتيه" في فارس سنت القوانين واهتمت بحياة البشر والحيوانات كذلك، فكانت هناك قوانين لحماية الأنثى أثناء الحمل، وقوانين نصت على الاهتمام  بحياة الإنسان، حتى أن الأطباء كانوا يبدأون حياتهم الطبية بعد العمل سنة كاملة كطبيب مجرب يعالج خلال هذه السنة الكفرة أو الأجانب وكأنهم فئران تجارب فإذا مات على يده ثلاثة أشخاص لم يسمح له بمزاولة مهنة الطب.

وفي هذا تفرقة اجتماعية رغم انه يشير إلى اهتمام هذه الحضارة بحياة البشر. ولا بد لنا  هنا من ذكر العصر اليوناني والذي ظهر فيه العديد من القواعد الطبية التي لا تزال لامعة حتى يومنا هذا.

ففي العصر اليوناني وضع قسم "أبقراط" الطبي الشهير وهذا القسم يحدد سلوك الطبيب وأخلاقه، وتنص بنوده على انه يجب على الطبيب المحافظة على حياة المريض في جميع الحالات. كما وينص على علاقة المريض بزملائه وبمرضاه.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال