الطبيب المسلم وقضية استئجار الأرحام.. اجتهاد شخصي يبحث القضية من ناحية طبية ومن ناحية شرعية ودراسة آراء الفقهاء والوقوف على الآثار المختلفة

إن قضية ومسألة استئجار الأرحام بدأت تنتشر في العالم الإسلامي، فأصبح الطبيب المسلم مسؤولا أمام هذه المستجدات والقضايا سوءا في العالم الإسلامي أو الطبيب المسلم العامل في بلاد الغرب، فالمسلم يجب أن يحافظ على قيمه ومبادئه أيا كان ومع جميع الأشخاص الذين يتعامل معهم.

أنا أفكر أن على الطبيب المسلم بداية دراسة هذه القضية بشكل جاد، فعلى كل طبيب أن يقوم باجتهاد شخصي يبحث القضية من ناحية طبية ومن ناحية شرعية فيدرس آراء الفقهاء ويقف على الآثار المختلفة (الاجتماعية، أخلاقية، نفسية) المترتبة على هذه المستجدة.

وبعد دراسة القضية بشكل شامل، على كل طبيب أن يبلور ويبني الموقف المناسب تجاه هذه القضية شرط أن لا يناقض الشريعة الإسلامية وان يعمل وفق ما وجده مناسبا معتمدا بذلك على الأدلة الشرعية.

فإذا وجد الطبيب المسلم أن قضية استئجار الأرحام مثلا تتناقض مع أخلاقيات الطبيب المسلم التي وقفنا سابقا عليها، وتتعارض وتعوق عملية بناء مجتمع سليم صحيا ونفسيا وخلقيا، فيتوجب عليه عندها أن لا يشجع انتشار مثل هذه المستجدات وأن يتوقف عن تطبيقها عمليا في المستشفى أو من خلال عمله كطبيب.

كما وعليه أن يستغل طبيعة عمله وتعامله مع الناس لتوعيتهم وتحذيرهم بشأن هذه المستجدات والقضايا.

أما إذا رأى الطبيب المسلم أن مثل هذه القضايا أو أن قضية تأجير الأرحام يمكن أن تحصل في المجتمع والأسرة المسلمة بظروف معينة حيث لا يترتب على حدوثها عواقب وخيمه أو أثار سلبية معتمدا بذلك على أدلة شرعية، فلا بأس في أن يشارك في تطبيق مثل هذه القضايا.

ولكن كما ذكرت سابقا هذا كله يجب أن يكون بعد دراسة شاملة وناقدة وبعد تفكر وتأمل جدي وكبير في هذه القضايا، لأن مثل هذه  القضايا بإمكانها أن تؤثر بشكل كبير جدا على المجتمع المسلم وعلى أفراده الذين هم نواة هذا المجتمع، والطبيب المسلم بوظيفته ومكانته التي يمنحها له أبناء المجتمع المسلم   يلعب دورا كبيرا في مثل هذه القضايا.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال