استئجار الأرحام.. الحل المغري الذي جاء لحل مشكلات الحمل والولادة لدى من لم تواتهم فرصة الإنجاب الطبيعي

نحن نعيش اليوم في زمن السرعة، وزمن تتجدد فيه الأمور، وتتسارع في الظهور وتنشر آثارها ويتناقل الناس أخبارها، وذلك بصورة لم يسبق لها نظير في الأزمان الماضية، نتيجة ما أحدثه التطور العلمي والتقني المذهل في كل مناحي الحياة، وخاصة في مجالات العلوم الطبية والبيولوجية، التي تؤثر في حياة الناس تأثيرا مباشرا إذ تقدم إليهم حلولا لمشكلات كانت في الزمن الغابر مستعصية الحل.

ومن هذه الأمور  التلقيح الصناعي والذي من إحدى صوره ما يعرف باستئجار الأرحام  وهو الحل المغري الذي جاء لحل مشكلات الحمل والولادة لدى من لم تواتهم فرصة الإنجاب الطبيعي.

وإن من سمات الشريعة الإسلامية الشمولية وصلاحيتها لكل زمان ومكان، فالشريعة الإسلامية لم تترك شاردة ولا واردة إلا وتطرقت إليها في كل مجالات الحياة حتى لو كان ذلك بطريقة غير مباشرة أو بدون نص قطعي ثابت لأن المستجدات في الحياة كثيرة والتغيرات مستمرة، وهنا يجيء دور الاجتهاد الذي جاء ليمحو اللبس والشبهات وليبين حقيقة أمور كثيرة ربما توقع المسلمين في الحرام.

ومن هذا المستجدات هو "استئجار الأرحام" والذي ظهر في أوروبا في سنوات الثمانينات وبدأ ينتشر في العالم ويدخل العالم العربي والإسلامي.

لذلك من المهم جدا أن يعرف المسلمون موقف الإسلام والدين من "تأجير الأرحام" وكيف تنعكس مثل هذه الصورة في مرآة الإسلام وما هي الآثار المترتبة عليها، فإن مثل هذه المعرفة ضرورية وهامة للمسلمين عامة ولطلبة علم الشريعة خاصة، فإن معرفتهم بالموضوع وبحثهم فيه يساعدهم على تبني المواقف السليمة التي يجب أن تواجه مثل هذه المستجدات، وبحث مثل هذه المستجدات ومعالجتها ضرورة جدا للمسلمين بشكل عام، وللمسلمين الذين يعيشون في الغرب بشكل خاص لأن مثل هذه القضايا ربما تواجههم أكثر أو تدخل في حياتهم بشكل أوسع، بحكم أن بلاد الغرب تشهد تطورات علمية وتكنولوجية اكبر وأوسع من تلك التي في الدول العربية.

لذلك على علماء المسلمين أن يواكبوا مستجدات العصر وأن يبحثوا القضايا الطبية المعاصرة ليرشدوا بفتواهم الأمة الإسلامية إلى طريق النور وطريق الإسلام والأمان بخصوص هذه القضايا .

والشريعة الإسلامية كلها مصالح وجاءت لتحقيق مصالح العباد في العاجل والآجل، فالواجب علينا بحث هذه القضايا لإرشاد المسلمين إلى ما هو اطهر وأفضل.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال