مخاطر زواج الأقارب على صحة الأبناء: كل ما تحتاج معرفته عن الأمراض الوراثية التي تزداد احتمالية ظهورها نتيجة هذا النوع من الزواج

زواج الأقارب والأمراض الوراثية:

زواج الأقارب، أو زواج ذوي القربى، هو الزواج بين أشخاص تربطهم صلة قرابة دموية، كأبناء العم أو الخال أو العمة أو الخالة. على الرغم من أنه ممارسة اجتماعية وثقافية مقبولة في بعض المجتمعات، إلا أنه يرتبط بزيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض الوراثية.

لماذا يزيد زواج الأقارب من خطر الأمراض الوراثية؟

يحمل كل شخص منا جينات متنحية (Recessive genes). هذه الجينات لا تُظهر تأثيرها إلا إذا ورث الشخص نسختين منها، واحدة من كل من الأب والأم. إذا كان الأقارب يحملون نفس الجينات المتنحية المعيبة، فإن احتمالية وراثة الطفل نسختين من هذا الجين وبالتالي ظهور المرض تكون أعلى بكثير مقارنةً بالزواج من شخص من خارج العائلة.

الأمراض المنتشرة نتيجة لزواج الأقارب:

هناك العديد من الأمراض الوراثية التي يزيد خطر الإصابة بها نتيجة لزواج الأقارب، ومن أبرزها:
  • اضطرابات الدم الوراثية:
  1. الثلاسيميا (Thalassemia): اضطراب وراثي يُؤثر على إنتاج الهيموجلوبين، وهو البروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء الذي يحمل الأكسجين. يُؤدي إلى فقر الدم المزمن.
  2. فقر الدم المنجلي (Sickle cell anemia): اضطراب وراثي يُؤثر على شكل خلايا الدم الحمراء، مما يُعيق تدفق الدم ويُسبب آلامًا مُبرحة ومشاكل صحية أخرى.
  • أمراض التمثيل الغذائي (الاستقلاب):
  1. بيلة الفينيل كيتون (Phenylketonuria - PKU): اضطراب وراثي يُؤثر على قدرة الجسم على معالجة الحمض الأميني فينيل ألانين. إذا لم يتم علاجه، يُمكن أن يُؤدي إلى تلف الدماغ والإعاقة الذهنية.
  2. داء غوشيه (Gaucher disease): اضطراب وراثي يُؤثر على تخزين الدهون في الجسم، مما يُؤدي إلى مشاكل في الطحال والكبد والعظام والجهاز العصبي.
  3. ميتاكروماتيك ليوكو ديستروفي (Metachromatic leukodystrophy): اضطراب وراثي يُؤثر على الجهاز العصبي، مما يُؤدي إلى مشاكل في الحركة والتفكير والوظائف العقلية.
  • التليف الكيسي (Cystic fibrosis): اضطراب وراثي يُؤثر على الرئتين والجهاز الهضمي وأعضاء أخرى، مما يُسبب مشاكل في التنفس والهضم.
  • ضمور العضلات الشوكي (Spinal muscular atrophy): مجموعة من الأمراض الوراثية التي تُؤثر على الأعصاب والخلايا العضلية، مما يُؤدي إلى ضعف العضلات وضمورها.
  • بعض أنواع الإعاقات الذهنية والتشوهات الخلقية: قد يزيد زواج الأقارب من خطر ولادة أطفال يُعانون من إعاقات ذهنية أو تشوهات خلقية في القلب أو الأطراف أو أعضاء أخرى.
  • الإجهاض المُتكرر: قد يزيد زواج الأقارب من خطر الإجهاض المُتكرر بسبب وجود تشوهات جينية في الجنين.
  • أمراض الكلى متعددة الكيسات (Polycystic kidney disease): مرض وراثي يسبب نمو أكياس مملوءة بالسوائل على الكلى، مما يُؤثر على وظائفها.

ملاحظات هامة:

  • ليس كل زواج أقارب يُؤدي إلى ظهور أمراض وراثية: يعتمد ذلك على ما إذا كان الزوجان يحملان نفس الجينات المتنحية المعيبة أم لا.
  • يزداد الخطر مع زيادة درجة القرابة: كلما كانت القرابة أقرب، زادت احتمالية اشتراك الزوجين في نفس الجينات المتنحية.
  • الفحص الطبي قبل الزواج يُمكن أن يُساعد في تقييم المخاطر: يُمكن إجراء فحوصات جينية للزوجين قبل الزواج لتحديد ما إذا كانا يحملان جينات متنحية معيبة، وبالتالي تقييم خطر إنجاب أطفال مُصابين بأمراض وراثية.
  • التوعية والتثقيف ضروريان: من المهم توعية الناس بمخاطر زواج الأقارب وأهمية الفحص الطبي قبل الزواج.

الخلاصة:

يزيد زواج الأقارب من خطر الإصابة ببعض الأمراض الوراثية بسبب زيادة احتمالية وراثة الطفل نسختين من جين متنحي معيب. يُمكن للفحص الطبي قبل الزواج أن يُساعد في تقييم المخاطر واتخاذ القرارات المناسبة. من المهم التذكر أن ليس كل زواج أقارب يُؤدي إلى ظهور أمراض وراثية، ولكن من الضروري توخي الحذر واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال