أهمية النسب في الإسلام.. رابطة تحافظ على أطرافها وتجمعها بوحدة الدم والولد جزء أبيه وكل منهما عصب الأخر

النسب أساس كل أسرة، فهو يعتبر رابطة تحافظ على أطرافها وتجمعها بوحدة الدم، والولد جزء أبيه وكل منهما عصب الأخر، فالنسب نسيج كل أسرة وهو لحمتها، لذلك يجب الاهتمام والمحافظة على نسب الأسرة وعدم  إدخال من لا يليق نسبه بها.

فالنسب نعمة من الله ومظهرا من مظاهر قدرته، قال تعالى: "وهو الذي خلق من الماء بشرا، فجعلنه نسبا وصهرا وكان ربك قديرا" (الفرقان:54).

 والنسب بين الناس لا يكون إلا في الحياة الدنيا لقوله تعالى: "فإذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون (المؤمنون:101).

تعكس الآيات أهمية النسب في الإسلام، وقد بينت السنة النبوية الشريفة أهمية النسب فقال صلى الله عليه سلم: "أنا النبي لا كذب أنا بن عبد المطلب".
وقال: "إن الله اختار من ولد ادم إسماعيل واختار من ولد إسماعيل عدنان، واختار من ولد عدنان قريشا واختار من قريش بني هاشم واختارني من بني هاشم فأنا خيار من خيار"، وفي هذا دلالة على الحرص على النسب.

كما واهتم الفقهاء في علم انساب الرجال وعلى هذا العلم قام علم الحديث. ومن رعاية الشريعة الإسلامية للنسب قوله تعالى:"ادعوهم لآبائهم هو اقسط عند الله" (الاحزاب:5).

 فحرم بذلك انتساب الابن لغير أبيه، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم :"تزوجوا الودود الولود"، وذلك من باب المحافظة على الأنساب بالتخير للنطفة لان العرق دساس، وحتى يكون النسب قويا مستندا على صفات حسنة طيبة.

والإسلام جعل نعمة النسب جلية وواضحة يفتخر بها الناس وذلك لقيمتها، فقال تعالى: "ومريم ابنة عمران" (التحريم:12).

ومن مظاهر إعتناء الشريعة بالنسب أن حرم تعالى جميع صور النكاح الفاحشة والتي كانت في الجاهلية والتي تؤدي إلى اختلاط الأنساب والى فسادها كنكاح الرهط ونكاح الإستبضاع.

لذلك جعل الإسلام طريق واحد شريف للحفاظ على النسب وهو الاتصال الجنسي بعد الزواج، وجعله السبب المباشر لإثبات النسب، ووضع له ضوابط وجعل سبيله الزواج الشرعي الصحيح، وفي هذا تكريما لبني ادم وحفظا لعرضهم ونسبهم، فيقول صلى الله عليه وسلم:"الولد للفراش وللعاهر الحجر".

وصرح فقهاء الشريعة الإسلامية أن النسب حق لله، ولإقامة هذا الحق والمحافظة عليه لا بد وان ينسب كل ولد لآبيه، لقوله تعالى: "ادعوهم لآبائهم هو اقسط عند الله"( الاحزاب:5).

ويجب أن لا ينكر أي أب ولده، فيقول صلى الله عليه وسلم:" أيما رجل جحد ولده وهو ينظر إليه احتجب الله منه يوم القيامة وفضحه على رؤوس الخلائق".

كما ويجب على المرأة في الإسلام أن لا تنسب لزوجها من تعلم انه ليس منه، قال صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة أدخلت على قوم من ليس منهم فليست من الله في شيء ولم يدخلها الله جنته".

ونهى الإسلام الأبناء أن ينسبوا إلى غير أبائهم، فقال صلى الله عليه وسلم: "من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم انه غير أبيه فالجنة عليه حرام".

وتنعكس أهمية النسب في الأحكام المترتبة عليه، سواءا للأبناء أو الآباء أو لكليهما، مثل بر الوالدين والإذن في الخروج للجهاد، وسقوط القصاص عند قتل الوالد، والولاية على النكاح والميراث وتحريم الزواج، وسقوط حدا القذف...الخ من الأحكام الشرعية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال