أهمية وقدسية الرحم في الإسلام.. رحمة الجنين بالمحافظة عليه وتوفير الظروف الملائمة له. القرار المكين وموضع الاستقرار والمسكن القوي الراسخ المتين الذي يتحمل ما أعد له من الحمل والولادة

 لقد اعتنى الدين الإسلامي بالرحم عناية شديدة وجدية، فأقر لها احترامها الخاص وأوجب الحفاظ عليها وتقديرها، وخhideimgير دليل على ذلك ما أوردته في المباحث السابقة حول عناية القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بالرحم.

كذلك اهتم الصحابة والخلفاء بالرحم، فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: (لأمنعن النساء فروجهن إلا من الأكفاء) وفي هذا منع من العبث في الأرحام أو الفساد بها من باب أن درء المفاسد أولى من جلب المصالح.

والدليل على أهمية الرحم في الإسلام أن الله تعالى اشتق اسما لها من اسمه، فعن عبد الرحمن بن عوف قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله: أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها اسماً من اسمي من وصلها وصلته ومن قطعها تنيته".

والقصد هنا أن الرحمن والرحم اسمان مشتقان من الرحمة، وهذا يدل على أن الرحم اشتق اسمها من اسم الرحمن وهذا لا يعني أنها من ذات الله (تعالى الله عن ذلك)، أما قوله تبته: أي قطعته وحرمته من رحمتي الخاصة والمراد القطع الكلي.

وأخرج البخاري في صحيحه أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم قال: "إن الرحم شجنة من الرحمن، فقال الله: من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته" وفي هذا تخصيص وتمييز لها عن باقي أعضاء الجسم رغم أن بعضها غاية في الأهمية كالقلب والدماغ والكبد.

وهذا التمييز للرحم جاء لأنها عضو أساسي ومهم جداً، ففيها ينبت وينمو الإنسان في أطواره البدائية المختلفة لذلك فهي تعتبر منبت للبذرة الإنسانية، هذه البذرة التي تتغذى بدم الرحم، وتحفظها الرحم من أي سوء حتى موعد الوضع، فهذه العضلة الصغيرة والتي تسمى الرحم ترحم الجنين بالمحافظة عليه وبتوفير الظروف الملائمة له، فهي القرار المكين كما وصفها جل وعلا أي مكان وموضع الاستقرار وهو المسكن القوي الراسخ المتين الذي يتحمل ما أعد له من الحمل والولادة.

والرحم فيها حماية اجتماعية إنسانية أيضاً وذلك بواسطة القرابة، أي قرابة الرحم التي يحتمي بها الإنسان بعد خروجه الى الدنيا والتي يتمتع بها ويفتخر بها.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال