إن الجراحه التحسينية لا تشتمل على دوافع ضرورية. ولا حاجية، بل غاية ما فيه تغيير خلقه الله تعالى، والعبث بها حسب أهواء الناس، وشهواتهم، فهو غير مشروع، ولا يجوز فعله وذلك لما يأتي:
أولا: لقوله تعالى: حكاية عن إبليس لعنه الله:
(..ولأمرنهم فليغيرن خلق الله..).
وجه الدلالة:
إن هذه الآية الكريمة واردة في سياق الذم، وبيان المحرمات التي يسول الشيطان فعلها للعصاة من بني أدم، ومنها تغيير خلقة الله.
وجراحة التجميل التحسينية تشتمل على تغيير خلقة الله والعبث فيها حسب الأهواء والرغبات، فهي داخله في المذموم شرعا، وتعتبر من جنس المحرمات التي يسول الشيطان فعلها للعصاة من بني آدم.
ثانيا: لحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (سمعت رسول الله يلعن المتنمصات والمتفلجات للحسن اللآتي يغيرن خلق الله). رواه مسلم 3/339 ورواه البخاري في صحيحه3/199.
والنمص: نتف الشعر، والفلج: الفرجة بين الثناياوالرباعيات من الأسنان، تفعله العجوز تشبها بصغار البنات.
والوشم: تقريح الجلد وغرزه بالإبرة وحشوه بالنيل أو الكحل أو دخان الشحم وغيره من السواد.
شرح صحيح مسلم للنوي 14/106،107والمغرب للمطرزي 2/330/329.
وجه الدلالة:
إن الحديث دل على لعن من فعل هذه الأشياء، وعلل بتغيير الخلقة، وفي رواية (والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله). رواه أحمد في مسنده 1/417. والتعليل بتغيير الخلقة في تحريم النمص والتفليج والوشم اعتبره بعض العلماء استنادا على هذه الرواية. (أنظر فتح الباري لابن حجر 10/294 ط الخيرية). فجمع بين تغيير الخلقة وطلب الحسن.
وهذان المعنيان موجودان في الجراحة التجميلية التحسينية، لأنها تغيير للخلقة بقصد الزيادة في الحسن، فتعتبر داخلة في هذا الوعيد الشديد ولا يجوز فعلها.
ثالثا: لا تجوز جراحة التجميل التحسينية كما لا يجوز الوشم، والوشر، والنمص حيث يجمع بينها تغيير الخلقة في كل طلبا للحسن والجمال.
رابعا: أن هذه الجراحة تتضمن في عدد من صورها الغش والتدليس وهو محرم شرعا، ففيها إعادة صورة الشباب للكهل والمُسن في وجهه وجسده وذلك مفض للوقوع في المحظور من غش الأزواج من قِبل النساء اللاتي يفعلن ذلك، وغش الزوجات من قِبل الرجال الذين يفعلون ذلك.
خامسا: أن هذه الجراحة لا يتم فعلها إلا بارتكاب بعض المحظورات وفعلها، ومن تلك المحظورات التخدير، إذ لا يمكن فعل شئ من المهمات التي سبق ذكرها إلا بعد تخدير المريض تخديراً عاماً أو موضعياً.
ومعلوم أن التخدير في الأصل محرم شرعا لأن فيه إذهاب للعقل ، وفعله في هذا النوع من الجراحة لم يأذن به الشرع لفقد الأسباب الموجبة للترخيص والإذن به، وعليه فإنه يُعتبر باق على الأصل الموجب لحرمة استعماله.
ومن تلك المحظورات – أيضاً- قيام الرجال بمهمة الجراحة للنساء الأجنبيات والعكس، وحينئذٍ تُرتَكب محظورات عديدة كاللمس، والنظر للعورة، والخلوة بالأجنبية، وإذا قام بفعلها الرجال لأمثالهم والنساء لامثالهن فإنه يحصل كشف العورة في بعضها كما في جراحة الأرداف وغيرها.
وهذا النوع من الجراحة يُعَد من المحظورات التي لم يثبت الترخيص فيها من قِبل الشارع لإنتفاء الاسباب الموجبة للترخيص فيها فأصبحت باقية على أصلها من الحرمة تفادياً لحدوث أخطار كثيرة إضافة إلى قلة نجاحها.
ونظرا لخطورتها يقول بعض الأطباء المختصين: " هناك اتجاه علمي بأن مضاعفات إجراء هذه العمليات كثيرة لدرجة أن إجراءها لا يُنصح به" أهـ.
وفي هذه الحالة يجب إمعان التفكير قبل إجرائها واستشارة أخصائي مسلم ماهر يقدر مدى التحسن المنشود والحاجة إليها، فكثيرا ما تنتهي هذه العمليات إلى عقبى غير محمودة.
وإضافة إلى ما سبق فإن نجاح هذه الجراحة بعد فعلها يستلزم تغطية المواضع التي تم تجميلها بلفاف طبي قد يستمر أياما، ويمتنع بذلك غسل المواضع المذكورة في فريضة الوضوء والغسل الواجب , فعلى سبيل المثال جراحة تجميل الذقن فإنها تستلزم عصب الذقن الصناعية لمدة أسبوع بلفاف طبي لكي تلتحم بالحنك.
وبناء على ما سبق من الأدلة النقلية والعقلية، ونظرا لما يتضمنه هذا النوع من الجراحة من العبث بخلق الله من دون وجود ضرورة أو حاجة داعية إلى ذلك فإنه يحرم فعله والإقدام عليه من قبل الطبيب الجراح والشخص الطالب، وتعتبر الدوافع التي يتعذر بها من يفعله من كون الشخص يتألم نفسيا بسبب عدم تلبية رغبته بفعل هذا النوع من الجراحة غير كافية في الترخيص له بفعله , وتعتذر طائفة من هذاالصنف بعدم بلوغهم لأهدافهم المنشودة في الحياة بسبب عدم إكتمال جمالهم.
والحق أن علاج هذه الأوهام والوساوس إنما هو بغرس الإيمان في القلوب وزرع الرضا عن الله تعالى فيما قسمه من الجمال والصورة، والمظاهر ليست هي الوسيلة لبلوغ الأهداف والغايات النبيلة, وإنما يدرك ذلك بتوفيق الله تعالى ثم بالتزام شرعه والتخلق بالآداب ومكارم الأخلاق.
ومن أجل ذلك ينبغي أن يعي الأطباء أن المشكلة عند هذا الصنف من الناس ليست متوقفة على تحسين مظهره بل إنها أعمق بكثير من ذلك، وكان من الخير من الناحية الطبية ترك الإغراق في هذا النوع من الجراحة، حيث لا يوجد ضمان لتحقيق النتائج المرجوة.
ورد في الموسوعةالطبية الحديثة ما نصه: "ومع تحسن المنظر بعد عمليات التجميل وما يتبع ذلك من تحسين حالة المريض المعنوية، فعمليات التجميل لا تغير من شخصيته تغييرا ملحوظا، وأن العجز عن بلوغ هدف معين في الحياة لا يتوقف كثيرا على مظهر الشخص، فالمشكلة في ذلك أعمق كثيرا مما يبدو من ظواهر هذه الأمور، وعلىهذا فعمليات التجميل الاختيارية غير محققة النتائج، ومن الخير ترك الإغراق في إجرائها، أو المبالغة في التنبؤ بنتائجها". (الموسوعة الطبيةالحديثة لمجموعة من الأطباء 3/455).
وفي هذا الكلام من أهل الخبرة والإختصاص شهادة واضحة بأن الجراحة التجميلية ليست هي العلاج للمشاكل النفسية المزعومة والتي يتعذر بها لفعل هذه الجراحة المحرمة.
أولا: لقوله تعالى: حكاية عن إبليس لعنه الله:
(..ولأمرنهم فليغيرن خلق الله..).
وجه الدلالة:
إن هذه الآية الكريمة واردة في سياق الذم، وبيان المحرمات التي يسول الشيطان فعلها للعصاة من بني أدم، ومنها تغيير خلقة الله.
وجراحة التجميل التحسينية تشتمل على تغيير خلقة الله والعبث فيها حسب الأهواء والرغبات، فهي داخله في المذموم شرعا، وتعتبر من جنس المحرمات التي يسول الشيطان فعلها للعصاة من بني آدم.
ثانيا: لحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (سمعت رسول الله يلعن المتنمصات والمتفلجات للحسن اللآتي يغيرن خلق الله). رواه مسلم 3/339 ورواه البخاري في صحيحه3/199.
والنمص: نتف الشعر، والفلج: الفرجة بين الثناياوالرباعيات من الأسنان، تفعله العجوز تشبها بصغار البنات.
والوشم: تقريح الجلد وغرزه بالإبرة وحشوه بالنيل أو الكحل أو دخان الشحم وغيره من السواد.
شرح صحيح مسلم للنوي 14/106،107والمغرب للمطرزي 2/330/329.
وجه الدلالة:
إن الحديث دل على لعن من فعل هذه الأشياء، وعلل بتغيير الخلقة، وفي رواية (والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله). رواه أحمد في مسنده 1/417. والتعليل بتغيير الخلقة في تحريم النمص والتفليج والوشم اعتبره بعض العلماء استنادا على هذه الرواية. (أنظر فتح الباري لابن حجر 10/294 ط الخيرية). فجمع بين تغيير الخلقة وطلب الحسن.
وهذان المعنيان موجودان في الجراحة التجميلية التحسينية، لأنها تغيير للخلقة بقصد الزيادة في الحسن، فتعتبر داخلة في هذا الوعيد الشديد ولا يجوز فعلها.
ثالثا: لا تجوز جراحة التجميل التحسينية كما لا يجوز الوشم، والوشر، والنمص حيث يجمع بينها تغيير الخلقة في كل طلبا للحسن والجمال.
رابعا: أن هذه الجراحة تتضمن في عدد من صورها الغش والتدليس وهو محرم شرعا، ففيها إعادة صورة الشباب للكهل والمُسن في وجهه وجسده وذلك مفض للوقوع في المحظور من غش الأزواج من قِبل النساء اللاتي يفعلن ذلك، وغش الزوجات من قِبل الرجال الذين يفعلون ذلك.
خامسا: أن هذه الجراحة لا يتم فعلها إلا بارتكاب بعض المحظورات وفعلها، ومن تلك المحظورات التخدير، إذ لا يمكن فعل شئ من المهمات التي سبق ذكرها إلا بعد تخدير المريض تخديراً عاماً أو موضعياً.
ومعلوم أن التخدير في الأصل محرم شرعا لأن فيه إذهاب للعقل ، وفعله في هذا النوع من الجراحة لم يأذن به الشرع لفقد الأسباب الموجبة للترخيص والإذن به، وعليه فإنه يُعتبر باق على الأصل الموجب لحرمة استعماله.
ومن تلك المحظورات – أيضاً- قيام الرجال بمهمة الجراحة للنساء الأجنبيات والعكس، وحينئذٍ تُرتَكب محظورات عديدة كاللمس، والنظر للعورة، والخلوة بالأجنبية، وإذا قام بفعلها الرجال لأمثالهم والنساء لامثالهن فإنه يحصل كشف العورة في بعضها كما في جراحة الأرداف وغيرها.
وهذا النوع من الجراحة يُعَد من المحظورات التي لم يثبت الترخيص فيها من قِبل الشارع لإنتفاء الاسباب الموجبة للترخيص فيها فأصبحت باقية على أصلها من الحرمة تفادياً لحدوث أخطار كثيرة إضافة إلى قلة نجاحها.
ونظرا لخطورتها يقول بعض الأطباء المختصين: " هناك اتجاه علمي بأن مضاعفات إجراء هذه العمليات كثيرة لدرجة أن إجراءها لا يُنصح به" أهـ.
وفي هذه الحالة يجب إمعان التفكير قبل إجرائها واستشارة أخصائي مسلم ماهر يقدر مدى التحسن المنشود والحاجة إليها، فكثيرا ما تنتهي هذه العمليات إلى عقبى غير محمودة.
وإضافة إلى ما سبق فإن نجاح هذه الجراحة بعد فعلها يستلزم تغطية المواضع التي تم تجميلها بلفاف طبي قد يستمر أياما، ويمتنع بذلك غسل المواضع المذكورة في فريضة الوضوء والغسل الواجب , فعلى سبيل المثال جراحة تجميل الذقن فإنها تستلزم عصب الذقن الصناعية لمدة أسبوع بلفاف طبي لكي تلتحم بالحنك.
وبناء على ما سبق من الأدلة النقلية والعقلية، ونظرا لما يتضمنه هذا النوع من الجراحة من العبث بخلق الله من دون وجود ضرورة أو حاجة داعية إلى ذلك فإنه يحرم فعله والإقدام عليه من قبل الطبيب الجراح والشخص الطالب، وتعتبر الدوافع التي يتعذر بها من يفعله من كون الشخص يتألم نفسيا بسبب عدم تلبية رغبته بفعل هذا النوع من الجراحة غير كافية في الترخيص له بفعله , وتعتذر طائفة من هذاالصنف بعدم بلوغهم لأهدافهم المنشودة في الحياة بسبب عدم إكتمال جمالهم.
والحق أن علاج هذه الأوهام والوساوس إنما هو بغرس الإيمان في القلوب وزرع الرضا عن الله تعالى فيما قسمه من الجمال والصورة، والمظاهر ليست هي الوسيلة لبلوغ الأهداف والغايات النبيلة, وإنما يدرك ذلك بتوفيق الله تعالى ثم بالتزام شرعه والتخلق بالآداب ومكارم الأخلاق.
ومن أجل ذلك ينبغي أن يعي الأطباء أن المشكلة عند هذا الصنف من الناس ليست متوقفة على تحسين مظهره بل إنها أعمق بكثير من ذلك، وكان من الخير من الناحية الطبية ترك الإغراق في هذا النوع من الجراحة، حيث لا يوجد ضمان لتحقيق النتائج المرجوة.
ورد في الموسوعةالطبية الحديثة ما نصه: "ومع تحسن المنظر بعد عمليات التجميل وما يتبع ذلك من تحسين حالة المريض المعنوية، فعمليات التجميل لا تغير من شخصيته تغييرا ملحوظا، وأن العجز عن بلوغ هدف معين في الحياة لا يتوقف كثيرا على مظهر الشخص، فالمشكلة في ذلك أعمق كثيرا مما يبدو من ظواهر هذه الأمور، وعلىهذا فعمليات التجميل الاختيارية غير محققة النتائج، ومن الخير ترك الإغراق في إجرائها، أو المبالغة في التنبؤ بنتائجها". (الموسوعة الطبيةالحديثة لمجموعة من الأطباء 3/455).
وفي هذا الكلام من أهل الخبرة والإختصاص شهادة واضحة بأن الجراحة التجميلية ليست هي العلاج للمشاكل النفسية المزعومة والتي يتعذر بها لفعل هذه الجراحة المحرمة.
التسميات
جراحة تجميلية