بالرغم من تحذيرات منظمة الصحة العالمية أصبحت عادة التدخين منتشرة انتشاراً واسعاً بين الشعوب المختلفة بحيث تتساوى في ذلك شعوب الدول الغنية والفقيرة حتى في داخل الشعب الواحد أصبحت هذه العادة السيئة منتشرة بين كافة الطبقات القادرة منها وغير القادرة ومما يزيد من مخاطر هذه العادة السيئة أنها أصبحت متغلغلة في أوساط الشباب وصغار السن.
تؤكد الدراسات العلمية والأبحاث الطبية أن هناك ما لا يقل عن 90% من مرضي سرطانات الفم والبلعوم والحنجرة وغيرها هم من بين المدخنين ومن المعروف أن خطورة الإصابة بهذه السرطانات بين المدخنين ترتفع كلما زادت كمية التدخين بالإضافة إلى المدة التي يستمر فيها المدخن على التدخين.
وقد وجد أن نسبة حدوث هذه الأورام الخبيثة بين المدخنين ترتفع ما بين 6 إلى 10 أمثال حدوثها في غير المدخنين وهى نسبة مخيفة بالطبع وينطبق ذلك على كافة أنواع التدخين وأهمها السجائر، الغليون، السيجار، مضغ التبغ أو تخزينه في جانب الفم.
وأثبتت الأبحاث العلمية الحديثة بما لا يدع مجالا للشك أن التبغ يحوي علي مواد كيميائية بادئة ومثيرة للنشاط والتحول السرطاني للخلايا وأخرى منشطة لهذا التحول السرطاني في الخلايا المبطنة للجهاز التنفسي الهضمي هذا بالإضافة إلى مواد تسهل امتصاص الكيماويات المسببة للسرطان والتي يحتويها الدخان.
وهكذا فإن الإصرار على التدخين المكثف ولسنوات طويلة تتسبب عنه تغيرات في الخلايا المعرضة تؤدى بها إلى النمو الشاذ والجامح الذي ينتهي بها إلى التحول السرطاني.
كذلك وجد أن المشروبات الكحولية لها نفس التأثير على مثل هذه الخلايا في الجهازين التنفسي والهضمي.
وتكون الطامة الكبرى عندما تجتمع العادتان السيئتان معا التدخين والخمر، حيث يعضد تأثير كل منهما في التحول السرطاني وبهذا ترتفع نسبة الإصابة ارتفاعا هائلا بين هؤلاء الأشخاص.
فإذا علمنا أن الخمور تصيب وظائف الكبد بالقصور مما يعرقل عملية نزع سميات مواد كثيرة كان يجب أن يقوم بها الكبد السليم والتي قد تكون في أغلبها من المسببات السرطانية أتضح لنا نسبة ارتفاع الإصابة بالأورام الخبيثة بين مثل هؤلاء الناس.
ومن المعروف أيضا أن مدمني الخمور والتدخين لا يهتمون بنظافة الفم والأسنان واللثة ما يعرضهم للالتهابات الصديدية المزمنة بالفم والتقرحات باللثة وتسوس الأسنان وكلها عوامل وجد أنها تساعد على التحول السرطاني للخلايا.
من هذا كله يتضح لنا حكمه ديننا الحنيف في تحريم الخمور والتدخين حيث أن صحة الإنسان وحياته من أعظم النعم التي وهبها الله للإنسان فيجب صونها واحترامها والحفاظ عليها لا التفريط فيها وتضييعها ثم الندم عليها بعد فوات الأوان.
التسميات
تدخين