تناولت الدراسة جمع (135) عينة ماخوذة من التهابات مختلفة من الجسم شملت (اللوزتين،الاذن، الجروح، العيون، الأنف) ومنها (40) عينة اخذت من اشخاص اصحاء استخدموا كمجموعة سيطرة (control) تم اخذ المسحات من السطوح المصابة بواسطة قطيلة (swab) وتحت اشراف الطبيب المختص في مستشفى الديوانية العام وذلك للفترة من 8/1آب الى 9/15 ايلول.
وقد عزلت البكتريا وشخصت اعتماداَ على الصفات المظهرية لها وعلى نموها في الاوساط الزرعية اكار الدم واكار الماكونكي كذلك على نتائج الاختبارات البايوكيمياوية والفيزياوية المعتمدة على هذه البكتريا.
شملت العينات المأخوذة على انواع مختلفة من البكتريا الموجبة والسالبة لصبغة كرام وبعض أنواع العصويات وبعض الفطريات لكنها اهملت لانها غير مشمولة بالدراسة حالياَ واقتصرت الدراسة فقط على انواع من البكتريا المرضية السالبة والموجبة لصبغة كرام حيث شكلت بكتريا Staph. aureus اعلى نسبة وكانت السبة المئوية لها (%30.52) بالنسبة الى المجاميع الاخرى من البكتريا المعزولة من مناطق مختلفة من الجسم ثلثها بكتريا Pseudomonas aeruginosa حيث كانت نسبة الاصابة بها (%13.68) تلتها بكتريا Escherichia coli بنسبة (%12.63) اما الانواع الاخرى من البكتريا فكانت اقل نسبة وهي على التوالي Staph. epidermidis , Haemophilus spp. Klebsiella pneumonia, Corynebacterium diphtheroid وبالنسب(%1.05,3.15,5.26,6.31)على التوالي.
لقد جاءت الدراسة متفقة مع نتائج بعض الدراسات السابقة، حيث بينت تلك الدراسات شيوع بكتريا المكورات العنقودية الذهبية Staphylococcus في أحداث الاصابة حيث كانت اعلى نسبة في حالات الاصابة للجروح واصابات اللوزتين والعيون تلتها بكتريا Pseudomonas aeruginosa (Brook,1980)
ان هذه الانواع من البكتريا وبسبب انتشارها الواسع ومسؤليتها عن احداث الاصابة والتلوث في مكانات متعددة من الجسم حيث سببت امراضية شديدة حيث عزلت بنسبة (%60) من الجروح، ومن اللوزتين عزلت بنسبة (%35) ومن العيون عزلت بنسبة (%36.36) اما بكتريا Pseudomonas aeruginosa فقد عزلت من الانف بنسبة (%61.53) وعزلت من الاذن بنسبة (28.57).
كما اكدت دراسة سابقة ان بكتريا Pseudomonas aeruginosa لها دور السيادة في حدوث التهابات الاذن. وان استخدام الطرق الغير صحيحة في تنظيف الجروح المصابة وتنظيف الاذن الخارجية يساعد على الاصابة ببعض الممرضات البكتيرية (Bed Worth,1992) كما ان التلوث البيئي يحدث بفعل الممرضات البكتيرية الناتجة عن تلوث المياه والغذاء بهذه البكتريا والتي تعتبر مصدراَ من مصادر التلوث البيئي. اما اصابة الاذن ببكتريا Proteus mirabilis حيث كانت نسبة الاصابة بها (%57.14) وبكتريا Klebsiella pneumonia بنسبة (%14.28).
ان مصدر التهاب الاذن بهذا النوع من البكتريا السالبة لصبغة كرام وبكتريا Klebsiella spp ليس من الضروري ان يكون من المجرى الانفي او عن طريق اللوزتين وانما يمكن ان يكون عن طريق التلوث البرازي للمجرى السمعي. اما بالنسبة لاصابات العيون ببكتريا Staph. epidermidis فلقد كانت بنسبة (%54.54) تلتها بكتريا Staph. aureus بنسبة (%36.36) وبكتريا Corynebacterium spp بنسبة (%9.09) ان دور هذه البكتريا في حصول تلوث او اصابة العين بهذا النوع من البكتريا كمسبب لالتهاب ملتحمة العين هو مثار للجدل لكونها تشكل جزءاَ من النبيت الطبيعي لملتحمة العين وعلى الاخص بكتريا Staph. epidermidis وان الاصابة تحدث خصوصاَ بعد العمليات الجراحية نتيجة لاستخدام المراهم الملوثة في المستشفيات وبعض انواع القطرات في المستشفى(Stenson et al.,1982).
اما البكتريا المحبة للدم Haemophilus Spp فكانت نسبة الاصابة بها(%38.46) وهذا بالنسبة الى المجرى التنفسي (الانف) وبواقع (5) عزلات موجبة من مجموع العزلات الكلية.
اما بالنسبة الى مجموع السيطرة فلقد كانت البكتريا المعزولة من الاشخاص الاصحاء والتي وجدت فيهم البكتريا المشخصة من مناطق مختلفة من الجسم شملت (الانف،الاذن، البلعوم) فلقد تصدرت بكتريا Escherichia coli نسبة اعلى من بقية الانواع المعزولة الاخرى حيث كانت بنسبة (%52.5) تلتها بكتريا Staph. epidermidis بنسبة (%20) ثم بكتريا Pseudomonas aeruginosa بنسبة (%17.5) ثم بكتريا Staph. aureusبنسبة (%10).
وقد يعزى سبب الاختلاف في النسبة المئوية لوجود البكتريا في المسحات المأخوذة من الاشخاص المرضى والاشخاص (الاصحاء) الى الاختلاف في حجم وطبيعة العينات. كما ان غالبية الاشخاص الاصحاء يحملون تلك البكتريا بشكل طبيعي ويستمر وجودها في اجسامهم لحين توفر الظروف الملائمة منها انخفاض مناعة الشخص تتحول هذه البكتريا من اماكنها الطبيعية الى مكانات اخرى وتصبح بكتريا انتهازية (ممرضة) وقلة من الاشخاص الذين لا توجد لديهم هذه الانواع من البكتريا.
التسميات
التهابات بكتيرية